الدين محمد، سنة اثنتين وتسعين، واستمر إلى أن مات، (أقول: وكانت وفاته سنة ٩١٣)، ثم وليها ابنه المحب محمد عقب وفاته، واستمر حتى مات في سنة ٩١٧، فوليها بعده ولده الزيني أبو الفضل محمد ومات في سنته، فوليها الشمس محمد في سنة ٩١٨ واستمر حتى عزل مرارا، أولها في سنة ٩٢٨ بالشيخ أحمد المغربي الغرياني، وعزل في التي بعدها، وأعيد القاضي شمس الدين محمد السخاوي، ثم عزل بالشيخ أحمد مرة ثانية في سنته …). واستمر إلى أن مات.
وأول قضاة الحنابلة: القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن أبي الفتح الحسني الفاسي المكي، أحد شيوخنا وليه سنة سبع وأربعين وثمانمائة، مضافا لما كان معه من قضاة مكة، ثم بعد سفوره فيهما مدة ابنه المحيوي عبد القادر، ثم بعده فيهما أيضا الشهاب أحمد بن علي بن أحمد الشيشيني المصري، وقدم مكة في موسم سنة تسع وتسعين.
وأنفعهم في فصل الحكومات والإصلاح: المالكي، وكلهم مقيمون بها إلا الحنبلي. فهو- لكون قضاء مكة معه أيضا-يوزع الإقامة.
وبه من المحاريب
سوى المحراب النبوي، والعثماني الذي بزيادته تجاه الذي قبله بالجدر الساتر، للمسجد وعليه قبة هائلة، المتجدد للحنفية، ورابع بالمتهجد، شامي الحجرة في إحدى دعائمها بالقرب من باب جبريل، وتجاه خزانة الخدام.
ولما احترق: المنبر في جملة الحريق الأول، أرسل المظفر صاحب اليمن-سنة ست وخمسين وستمائمة-منبرا، فخطب عليه عشر سنين، ثم أزيل بمنبر الظاهر ركن الدين بيبرس البند قداري، ثم أزيل-بعد مائة سنة واثنتين وثلاثين سنة لتأثير الأرضية فيه-بمنبر الظاهر برقوق سنة سبع وتسعين وسبعمائة، ثم أزيل بمنبر المؤيد سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، ثم احترق حين الحريق الثاني سنة ست وثمانين، فعمل منبر من آجر مطلي بالنورة إلى أثناء رجب سنة ثمان وثمانين، فعمله ودكة المؤذنين الأشرف قايبتاي مباشرة الشمس بن الزمن من رخام.
الفراشون
وهم نحو أربعين وظيفة، والعدد بالنظر للاشتراك كذلك، وشيخهم: الشهاب الحبيشي، تلقاها عن محمد بن عمير، المتلقي لها عن محمد بن ضرغام، والد أبي الفتح، وهو
1 / 33