عن عبد السلام بن أحمد بن المربسي، وهو عن أحمد بن عبد الوهاب بن كرباجة، ووقفهم تحت نظر شافعي مصري.
ومن جملة وظائفهم: فرش الروضة، وجهة باب السلام شتاء وصيفا، وتزاد الروضة أيام الجمع، ونصب الستائر على الأبواب الأربعة للحجرة، المحرابين النبوي والعثماني والمنبر، وكذا لأبواب المسجد، لكن في المهمات خاصة، كقدوم أمير المدينة، وفرش بساط شيخ الخدام، وحمل السناجق ونصبها، وإخراج الشمع في كل ليلة، ويزاد في رمضان. وقم داخل المسجد وخارج أبوابه كل جمعة، وتعمير القناديل نهارا، وإسراجها مع المغرب، وطفئها صباحا ومساء، وإخراج الزيت من الحاصل وإدخاله له، وفتح أبواب المسجد سحرا، وللكثيرين من أعيان الأتراك والمباشرين والخدام وغيرهم، واعتناء بمشاركة الفراشين والخدام تبركا.
ولم يزل الخلفاء والملوك يتداولون كسوة الحجرة والكعبة إلى أن وقف عليها الصالح إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة قرية من ضواحي القاهرة يقال لها: بيسوس، كان اشترى الثلثين منها من وكيل بيت المال، ثم وقفها على كسوة الكعبة، وكان الثلث الثالث للحجرة والمنبر، فاستمر إلى سلطنة المؤيد شيخ، فكسا الكعبة من عنده سنة، لضعف الوقف، ثم فوض أمرها لبعض أمرائه، فاستمر بالنسبة للكعبة وما عداها، فإنما يرسل في كل عشر سنين، نعم كلما ولي بمصر ملك يعتني بإرسالهما غالبا.
الخدام
وهم الآن أربعون فأزيد، ما بين حبشي، ورومي، وتكروري، وهندي، وهو الأكثر.
وشيخهم لم يزل منهم إلا في هذه الأزمان المتأخرة، فكان يلي المشيخة الفحول.
وأول من علمته من الفحول: المولوي ابن قاسم المحلي، استقر به الأشرف برسباي في تسع وثلاثين بعد بشير التيمي بسؤال منه. ثم صرف في اثنتين وأربعين بفارس الأشرف الرومي، ثم عزل بقيرقر الركني سنة خمس وأربعين، ثم بعد موته استقر جوهر التمرازي، وتوجه إليها في سنة تسع وأربعين. فلم يلبث أن مات في أواخر التي تليها، فأعيد فارس، ثم عزل بسرور الطربائي، ثم بعد موته مرجان التقوى، وكلهم طواشيون، ثم انفصل باينال الإسحاقي، فكان أول تركي فحل وليها، ثم بعد موته قاسم الفقيه، ثم بعد موته الشجاعي الجمالي، ثم انفصل قليلا بالطواشي إياس الأشرفي الأبيض، ثم بعد موته أعيد شاهين، وهو أشبههم طريقة، فلم يلها مثله فضلا وعقلا ورتبة، كما سيأتي ترجمته، ولذا
1 / 34