252

التحف شرح الزلف

تصانيف

وقام بثأر السيد المحسن بن الحسن الشريف الواصل من جهة الإمام، وهو أبو عبدالله الحسين بن عبدالله بن المهدي بن عبدالله بن الإمام المرتضى لدين الله محمد بن الإمام الهادي إلى الحق سلام الله عليهم، وكان خروجه من الديلم، وولاه الإمام أبو طالب الأخير ما بين مكة إلى عدن أبين وسائر نواحي اليمن الأقصى، وعهد إليه عهدا في الولاية سطعت من أرجائه أنوار النبوة والوصاية، وطلعت في أكمامه أثمار الدراية والهداية، وفاضت جداوله بتيار العلوم، وفارت معاينه بأصداف الفرائد من المنطوق والمفهوم، تضمن الأحكام الإلهية، والحجج الربانية من الفروع والأصول، وبين أعلام السيرة النبوية، والطريقة الإمامية بأدلة المسموع والمعقول، بألفاظ الفصاحة والبلاغة العلوية، المدمجة بالأنواع البديعية، وإليك نفحة من نفحاته، ولمحة من لمحاته، بتصرف يسير، قال عليه السلام:

هذا ما عهده الإمام الحق أبو طالب يحيى بن أحمد بن الحسين الهاروني إلى السيد الأجل العالم أبي عبدالله الحسين بن الهادي بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعز الله رايته حين سبره وخبره، وشاهد منظره ومخبره.

حتى قال: وولاه وفوض إليه الخلافة والقضاء ما بين مكة إلى عدن، وسائر نواحي اليمن الأقصى، وأمره أن يستشعر طاعة الله وتقواه، ويؤثر مراده ورضاه، فيما أعلن من أمره وأخفاه، وأن يدرع درع طاعته كنه قدرته واستطاعته، وليحكم بما أنزل الله ، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} [المائدة:145]، وليعلم أنه علام الغيوب، وبيده أزمة القلوب، {يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} [غافر:19].

صفحة ٢٥٩