ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الأحزاب التي تجاوزت عشرة آلاف مقاتل لم تهزم بالقتال من المسلمين، رغم تضحياتهم، ولم تهزم بعبقرية المواجهة، إنما هزمت بالله وحده: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ (١).
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ كان يقول: «لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده» (٢).
«ودعاء رسول الله ﷺ ربه، واعتماده عليه وحده، لا يتناقض أبدًا مع التماس الأسباب البشرية للنصر، فقد تعامل ﷺ في هذه الغزوة مع سنة الأخذ بالأسباب، فبذل جهده لتفريق الأحزاب، وفك الحصار، وغير ذلك من الأمور. إن رسول الله ﷺ يعلمنا سنة الأخذ بالأسباب، وضرورة الالتجاء إلى الله وإخلاص العبودية له؛ لأنه لا تجدي وسائل القوة كلها إذا لم تتوافر وسيلة التضرع إلى الله والإكثار من الإقبال عليه بالدعاء والاستغاثة، فقد كان الدعاء والتضرع إلى الله من الأعمال المتكررة الدائمة التي فزع إليها رسول الله ﷺ في حياته كلها» (٣).
وما من شك أن النماذج كثيرة ومتعددة في الثقة في نصر الله، ولكن يكفي للتدليل ما ذكرنا.
(١) سورة الأحزاب، الآية: ٩.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب: المغازي، باب: غزوة الخندق، رقم ٤١١٤.
(٣) فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، د. محمد سعيد رمضان البوطي، ص ٢٢٢، ط/ دار الفكر المعاصر، بيروت: ١٩٩٤ م.
1 / 130