مختصر أخلاق حملة القرآن
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣٨ هـ
تصانيف
نَفَعَهُ، حَسَنُ الْمُجَالَسَةِ لِمَنِ جَالَسَ، إِنْ عَلَّمَ غَيْرَهُ رَفَقَ بِهِ، لا يُعَنِّفُ مَنْ أَخْطَأَ وَلا يُخْجِلُهُ، رَفَيقٌ فِى أُمُورِهِ، صَبُورٌ عَلَى تَعْلِيمِ الْخَيْرِ، يَأْنَسُ بِهِ الْمُتَعَلِّمُ، وَيَفْرَحُ بِهِ الْمُجَالِسُ، مُجَالَسَتُهُ تُفِيدُ خَيْرًا، مُؤَدِّبٌ لِمَنْ جَالَسَهُ بِأَدَبِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ.
إِنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ، فَالْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ لَهُ مُؤَدِّبَانِ، يَحْزَنُ بِعِلْمٍ، وَيَبْكِي بِعِلْمٍ، وَيَصْبِرُ بِعِلْمٍ، وَيَتَطَّهَرُ بِعِلْمٍ، وَيُصَلي بِعِلْمٍ، وَيُزَكِّي بِعِلْمٍ، وَيَتَصَدَّقُ بِعِلْمٍ، وَيَصُومُ بِعِلْمٍ، وَيَحُجُّ بِعِلْم، وَيُجَاهِدُ بِعِلْمٍ، وَيَكْتَسِبُ بِعِلْمٍ، وَيُنْفِقُ بِعِلْمٍ، ويَنْبَسِطُ فِي الأُمُورِ بِعِلْمٍ، وَيَنْقَبِضُ عَنْهَا بِعِلْمٍ.
قَدْ أدَّبَهُ الْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ، يَتَصَفَّحُ الْقُرْآنَ لِيُؤَدِّبَ بِهِ نَفْسَهُ، ولا يَرَضَى مِنْ نَفْسِهِ أَنْ يُؤَدِي مَا فَرَضَ اللهُ ﷿ عَلَيْهِ بِجَهْلٍ، قَدْ جَعَلَ الْعِلْمَ وَالْفِقْهَ دَلِيلَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ.
إِذَا دَرَسَ الْقُرْآنَ فَبِحُضُورِ فَهْمٍ وَعَقْلٍ، هِمَّتُهُ إِيقَاعُ الْفَهْمِ لِمَا أَلْزَمَهُ اللهُ ﷿ مِنِ اتِّبَاعِ مَا أَمَرَ، وَالانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى، لَيْسَ هِمَّتُهُ مَتى أَخْتِمُ السُّورَةَ؟ هِمَّتُهُ: مَتى أسْتَغْنِي بِاللهِ عَنْ غَيْرِهِ؟ مَتى أَكُونُ مِنَ الْمُتَقِينَ؟ مَتى أَكُونُ مِنَ الْمُحْسِنِينَ؟ مَتى أَكُونُ مِنَ الْمُتَوَكِّلِينَ؟ مَتى أَكُونُ مِنَ الْخَاشِعِينَ؟ مَتى أَكُونُ مِنَ
1 / 29