تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
الله ﷺ كان يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهية السآمة علينا» (١)
وكان عبد الله من المكثرين من ملازمة النبي ﷺ حتى يظنه من لا يعرفه أنه من أهل البيت من كثرة دخوله على النبي وملازمته له، وحسبنا في هذا شهادة الصحابي حذيفة ﵁ له قال حذيفة: «إِنَّ أَشْبَهَ النَّاسِ دَلًاّ وَسَمْتًا وَهَدْيًا بِرَسُول اللهِ ﷺ لابْنُ أُمِّ عَبْدٍ مِنْ حِينِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلى أَنْ يَرْجِعَ إِليْهِ لا نَدْرِي مَا يَصْنَعُ فِي أَهْلهِ إِذَا خَلا» (٢)
وهذا الشبه في السمت والهدي بالنبي ﷺ سببه كثرة ملازمته له والأخذ عنه والجلوس بين يديه، ومن جملة ذلك معرفته بأصول الخطابة وخصائصها ومضامينها ومعالمها ومتعلقاتها يشهد لذلك حديث الأسود أنه سمع أبا موسى يقول: «قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت رسول الله ﷺ، مما نرى من دخوله ودخول أمه عليه» (٣)
إن هذه الملازمة بهذه المثابة أسلوب تربوي يتحقق معه التعلم والأخذ بطريق القدوة، وهي قدوة يصاحبها حب ورغبة في التشبه والإقتداء، فإذا كان ذلك بدافع الإيمان والتقوى لا لشيء آخر فكيف تراه يكون، وهذا ما كان من عبد الله بن مسعود ﵁ في أخذه من رسول رب العالمين ﷺ، وفي رواية أخرى عن أبي الأحوص قال كنا في دار أبي موسى مع نفر من
_________
(١) متفق عليه: خ: العلم (٧٠)، م: صفة القيامة (٢٨٢١)
(٢) م: الأدب (٦٠٩٧)
(٣) متفق عليه: خ: المناقب (٣٧٦٣)، م: فضائل الصحابة (٢٤٦٠)
1 / 346