تدريب الدعاة على الأساليب البيانية
الناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١٢٨-السنة-٣٧
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
المسلمين وإقامة الحجة والبرهان على المنكرين والمتشككين، ولقد كان جعفر ﵁ موفقا في خطابه وفي حواره. عارفا بمسالك الكلام ومكامن الحوار، ولا جرم أنه لم يكن بتلك المثابة من الحكمة والحنكة إلا بعد أن تعلم ذلك من النبي ﷺ وتفقه فيه على يديه.
ب- مصعب بن عمير وعبد الله بن أم مكتوم ﵄: لقد بعثهما النبي الكريم ﷺ إلى المدينة داعيين معلمين مقرئَين، ولم يكن اختياره ﵊ إلا بعد تأهلهما لهذه المهمة التربوية الإعلامية الجليلة تأهلا صقلته التجربة والممارسة والتربية على عينيه ﷺ، قال البراء بن عازب ﵄: «أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم وكانا يقرئان الناس فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي ﷺ ثم قدم النبي ﷺ فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله ﷺ حتى جعل الإماء يقلن قدم رسول الله ﷺ فما قدم حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سور من المفصل» (١)
ففي هذا الحديث أن مصعبا وعبد الله كانت مهمتهما إقراء الأنصار القرآن وللقرآن كما هو معروف تأثيره النافذ من خلال قوته البيانية وما اشتمل عليه من إعجاز، والقرآن العظيم أجل ما اشتغل به الدعاة تعلما وتعليما وتلقيا وأداءً
ج - دعوة معاذ بن جبل وأبي موسى الأشعري لأهل اليمن:
عن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ لما
_________
(١) خ: المناقب (٣٩٢٥)
1 / 344