232

الطب النبوي

تصانيف

ويكون شاكرا لله راضيا، حسن الظن بالله أن يرحمه ويغفر له، وأن الله غني عن عذابه وعن طاعته فيطلب منه العفو والصفح. ويستقرئ آيات الرجاء وأحاديث الرجال وآثار الصالحين. ويوصي بأمور أولاده، ويحافظ على الصلوات ويجتنب النجاسات، ويحذر من التساهل في ذلك، فإن من أقبح القبائح أن يكون آخر عهده من الدنيا التفريط في حقوق الله، وأن لا يقبل قول من يخذله في ذلك، فإن هذا قد يبتلى به.

ويستحب له أن يوصي أهله بالصبر عليه في مرضه، وبالصبر على مصيبتهم، ويجتهد في وصيتهم بترك البكاء عليه، ويقول لهم: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الميت يعذب ببكاء أهله).

فإياكم يا أحبائي والسعي في أسباب عذابي، وأن يتعاهدوه بالدعاء.

ويوصيهم باجتناب رفع الصوت بالقراءة وغيرها في جنازته، وإذا حضره النزع فليكثر من قوله: لا إله إلا الله، [محمد رسول الله] ويقول لهم: إذا أهملت فنبهوني، قال عليه الصلاة والسلام: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) رواه د. وقال: (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) رواه م.

فإن عجز عن القول لقنه من حضره برفق مخافة أن يضجر فيردها. وإذا قالها مرة لا يعيدها عليه إلا أن يتكلم كلاما آخر، ويكون الملقن غير متهم، لئلا يخرج الميت ويتهمه، وإذا غمضت عينيه فقل: بسم الله وعلى ملة رسول الله، ولا يقول أحد إلا خيرا.

صفحة ٢٩٦