وينبغى لنا أن نذكر أعضاء الإنسان أولا، لأنه أكرم وأعظم شأنا من جميع الحيوان؛ وهو عندنا أعرف وأثبت من غيره باضطرار. فكمثل ما يجرب جميع نقر الذهب والفضة إذا قيس إلى النقى المضروب على السكة منه، كذلك يعرف حال جميع الحيوان إذا قيس إلى الإنسان، لحسن وتمام وكمال خلقه. وأعضاؤه الظاهرة معروفة لحس كل من كان له حس طباعى. ولكن نريد ذكرها وتصنيفها بحال ترد 〈فيها〉 العلة مع المعرفة بالحس، فإن ذلك أوفق وأصوب من غيره. ونحن نذكر الأعضاء التى هى آلة أيضا أولا، ثم نذكر الأعضاء التى أجزاؤها يشبه بعضها بعضا.
[chapter 7: I 7] 〈أجزاء الجسم: الجمجمة〉
صفحة ٢٨