وفى البحار أصناف حيوان لا يجمعها جنس واحد مشترك. وفى البر أيضا حيوان على مثل هذه الحال لا ينتسب إلى جنس واحد محيط بها، بل لكل واحد منها صورة مفردة خاصة له، مثل الإنسان والأسد والأيل والفرس والكلب. وما أشبه ذلك: فجميع الحيوان الذى ذنبه كثير الشعر منسوب إلى جنس واحد، مثل البراذين والخيل والحمير [والطير، فإن ذنب الطير كثير الريش شبيه بالشعر] 〈والحيوانات التى تسمى فى سوريا باسم الهاميون ημεουοε واسمه مستمد من مشابهتها للبغال، وإن لم تكن من نفس النوع تماما لأنها تتناكح وتتوالد فيما بينها. ولهذا ينبغى أن نتناول كل نوع على حدة وأن نفحص عن طباعه الخاص〉.
〈نظرة إلى المنهج الذى سنتبعه〉
وإنما وصفنا جميع هذه الأصناف وموافقة واختلاف أجناس الحيوان بقول حزم. ومن أراد أن يتفقد ذلك كله سيعرف تحقيق قولنا. ونحن سنصف — فيما يستأنف — كل جنس من هذه الأجناس على حدة، ونلطف النظر فيه بقدر مبلغ رأينا وعلمنا. وإنما تقدمنا وذكرنا ما ذكرنا لكى نبين الفصول التى بين الحيوان أولا، مع جميع الأعراض التى تعرض لها. ثم نصف، فيما يستقبل، علل ذلك كله — فإن هذا المأخذ والمسلك طباعى مستقيم، وفيه يكون البيان والإيضاح: فنحن نذكر أولا أعضاء الحيوان الذى هو منها مركب، فإن اختلاف الحيوان بهذه الأعضاء يكون، خاصة لأن لبعضها كل الأعضاء، وبعضها على خلاف ذلك. والأعضاء أيضا تختلف من قبل المرتبة، والوضع، والزيادة، والنقص، والصورة، والملاءمة، ومضادات الآفات والأعراض، كما [١٣] قلنا وفصلنا فيما سلف.
〈صفة أعضاء الإنسان وأجزائه〉
صفحة ٢٧