وبناء على هذا البحث، يبدو أن العمليات التي تتحكم في الانتباه للغة دون الأخرى، أو لكلتا اللغتين، خلال عملية استخدام اللغة لدى الثنائيي اللغة؛ قد تكون الوظائف المعرفية نفسها المسئولة عن التحكم في الانتباه لأية مجموعة من الأنظمة أو المثيرات، كما ظهر في دراسات بياليستوك.
أحد المجالات الأخرى في الثنائية اللغوية لدى الأطفال التي خضعت للدراسة على نطاق واسع، والذي يقع بين الإدراك واللغة، يتعلق بالقدرات الميتا لغوية. يتعامل هذا المجال مع قدرتنا على تحليل الجوانب المختلفة للغة (الأصوات والكلمات وتركيب الجمل ومعاني الكلمات والجمل وما إلى ذلك)، والوصول عند الحاجة إلى هذه الخصائص والحديث عنها. توصل الاختصاصيون بعلم اللغة النفسي إلى عدة مهام ميتا لغوية تتطلب عمليات مختلفة، تميز بياليستوك بين اثنتين من هذه العمليات؛ تحليل البنى التمثيلية والتحكم في الانتباه الانتقائي، واكتشفت وجود اختلافات بين الأحاديي اللغة والثنائيي اللغة في العملية الثانية؛ الانتباه الانتقائي (كما اتضح من الدراسة المذكورة أعلاه)، لكن ليس في العملية الأولى.
13
وسأتحدث فيما يلي عن هاتين العمليتين، كل على حدة.
تتمثل العملية الأولى، تحليل البنى التمثيلية، في القدرة على تكوين صور ذهنية بمزيد من التفصيل والبنية أكثر من التي توجد كجزء من المعرفة الضمنية المبدئية للمرء. تستخدم هذه العملية عند شرح الأخطاء النحوية الموجودة في إحدى الجمل، أو استبدال وحدة صوتية بأخرى، مثلما يحدث عندما نستبدل بالصوت الأول في كلمة
cat (قطة) الصوت الأول في كلمة
mop (ممسحة)، فتصبح لدينا الكلمة
mat (بساط). في مثل هذه المهام يحقق الأطفال الأحاديو اللغة والثنائيو اللغة نتائج مشابهة.
أما العملية الثانية، وهي التحكم في الانتباه الانتقائي، فتكون مسئولة عن توجيه الانتباه نحو جوانب معينة من مثير أو صورة ذهنية، كما رأينا من قبل. تخبرنا بياليستوك بوجود حاجة إلى مثل هذا التحكم عندما تشتمل المشكلة على وجود صراع أو غموض؛ فيتطلب الوصول إلى الحل الصحيح انتباه الأطفال (والكبار) إلى أحد التمثيلين المحتملين، مع تثبيط أو مقاومة الانتباه إلى التمثيل الآخر. إليك بعض الأمثلة على المهام التي تطلب من الأطفال وتتطلب التحكم في الانتباه الانتقائي: عد الكلمات الموجودة في جملة صحيحة، واستخدام اسم جديد (أو مبتكر) لشيء ما في إحدى الجمل (مثل استبدال كلمة
wood
صفحة غير معروفة