[chapter 16: 78] فصل فى العلة الأولى
كل قوة إما أن تكون تامة، وإما أن يكون ناقصة.
فأما القوة التامة فشبه القوة الفاعلة، فإنها تفعل أشياء تامة كاملة؛ فإن كانت تفعل ذلك، فبالأحرى أن تكون هى تامة كاملة، أتم وأكمل من سائر الأشياء التى أكملتها هى. وأما القوة الناقصة فشبه القوة التى 〈لا〉 تقدر على أن تفعل شيئا إلا بآخر هو قبلها بالفعل، فتحتاج إلى المتمم المكمل المكون فهى تامة كاملة بالفعل مثل الكتاب من الكاتب التام التعلم. فإن كان هذا على هذا، رجعنا فقلنا إن القوة التامة هى القوة الفاعلة لجميع الأشياء التى لا تحتاج الى آخر فاعل بالفعل ليصيرها إلى الفعل والعمل؛ وهى العلة الأولى. والقوة الناقصة هى التى لا تقوى على الفعل إلا بفاعل آخر بالفعل يظهر فعلها؛ وهى القوة الثانية أعنى الطبيعة. فإنها لا تفعل شيئا من الأشياء إلا بحركة، والحركة فيها من العلة الأولى.
فقد صح الآن أن القوى قوتان، أحدهما القوة الفاعلة التى لا تحتاج فى ظهور فعلها إلى فاعل آخر؛ والقوة الثانية التى تحتاج فى ظهور فعلها إلى فاعل آخر، على ما وصفنا.
صفحة ٢٩