فإن كان هذا على هذا، رجعنا فقلنا إنه إن كانت العلة ساكنة غير متحركة، كان الشىء المكون منها لا يستحيل ولا يتغير شبه الحامل الأول أعنى الهيولى؛ وإن كانت العلة متحركة، كان الشىء المكون منها أيضا مستحيلا متغيرا. أقول إنه إذا ما كان حدوث أنية الشىء بحركة واستحالة، كانت الأنية أيضا بعينها مستحيلة متغيرة ولم تثبت على حال واحدة. فإن لم تستحل ولم تتغير وكانت على حال واحدة، كان ذلك الشىء أفضل وأشرف من علته المتحركة، وهذا محال غير م[مكن أن يكون البتة. فإن كان هذا على ما] صفنا، رجعنا فقلنا إن المعلول الكائن من العلة الساكنة [كان من غير ا]ستحالة من شىء آخر [قبله بل ي]كون على حال واحدة دائمة شبيهة بالعلة التى كان منها؛ وإن المعلول الكائن من العلة المتحرك[ة كا]ن من استحالة شىء آخر كان قبله، وهو أيضا متحرك مستحيل لا يثبت على حال واحدة شبيهة بالعلة التى كان منها.
فقد استبان الآن وصح أن العلل علتان، علة ساكنة وعلة متحركة؛ وأن ما كان من العلة الساكنة كان ساكنا أيضا غير متحرك ولا منتقل شبه الهيولى الأولى؛ وأن ما كان من العلة المتحركة كان متحركا أيضا مستحيلا منتقلا شبه الهيولى الثانية، وهى الجواهر التى تحت الكون والفساد.
صفحة ٢٨