الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به
الناشر
دار المسلم للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
واحد، وهو الضم فقط فيهما، حيث يقول: لم أسمع أحدا من العرب يقول:
يطعن بالرمح، ولا في الحسب، إنما سمعت يطعن (^١) -يعني بالضم- والمراد بالطعن -هنا-: جرح الراوي باللسان، والتكلم فيه من ناحية عدالته ودينه، ومن ناحية ضبطه وحفظه وتيقظه.
تنبيه:
الكلام في الرواة ليس من الغيبة المحرمة، بل هو أمر جائز بإجماع أهل العلم (^٢)، وقد أوجبه بعضهم للحاجة إليه (^٣)، قال الحسن بن علي الإسكافي (^٤): سألت أحمد بن حنبل عن معنى الغيبة؟ فقال: إذا لم ترد عيب الرجل. قلت: فالرجل يقول: فلان لم يسمع، وفلان يخطئ؟ قال: لو ترك الناس هذا لم يعرف الصحيح من غيره (^٥).
والكلام في الرجال قديم قدم الحديث نفسه، فقد تكلم الرسول ﷺ
_________
= صنف: معاني القرآن، الآثار في القراءات، وغيرهما، مات بالري سنة تسع وثمانين ومائة.
انظر: المعارف لابن قتيبة ص ٥٤٥، أنباه الرواة للقفطي ٢/ ٢٥٦ - ٢٧٤.
(^١) تهذيب اللغة ٢/ ١٧٧، لسان العرب مادة "طعن".
(^٢) نقل الإجماع على ذلك النووي في "رياض الصالحين" ص ٥٨١، وانظر: الرفع والتكميل في الجرح والتعديل ص ٤٥.
(^٣) عده العز بن عبد السلام في قواعده ٢/ ١٧٣ من البدع الواجبة.
(^٤) هو: الحسن بن علي بن الحسن بن علي الإسكافي أبو علي، جليل القدر، عنده عن الإمام أحمد مسائل صالحة حسان كبار، أغرب فيها على أصحابه، ولم أقف على سنة وفاته.
انظر: طبقات الحنابلة ١/ ١٣٦ - ١٣٧، المنهج الأحمد ١/ ٢٨٣.
(^٥) انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١/ ١٣٧، المسودة في أصول الفقة لآل تيمية ص ٢٨٠.
1 / 113