119

فتنة مقتل عثمان بن عفان

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وهذه الرواية صحيحة الإسناد إلى محمد بن سيرين، ولكنه لم يلق أبا ذر فقد ولد في السنة الثالثة والثلاثين من الهجرة تقريبًا (^١) وهي السنة التي توفي فيها أبوذر ﵁ (^٢). ومع ذلك فإن هذه الرواية هي أقوى ما في الباب مع ما فيها من ضعف، فإنها تنفرد بتفسير سبب خروج أبي ذر ﵁ من المدينة إلى الشام، وفي الشام انفرد أبو ذر برأي في المال عن باقي الصحابة ﵃ فإنه كان يرى أنه لا يجوز للمسلم أن يدخر شيئًا من المال. يقول ابن عبد البر: "وردت عن أبي ذر آثار كثيرة تدل على أنه كان يذهب إلى أن كل مال مجموع يَفْضُل عن القوت وسداد العيش فهو كن-ز يذم فاعله، وأن آية الوعيد نزلت في ذلك" (^٣). وآية الوعيد هي قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (^٤). وخالفه في ذلك الصحابة كلهم ﵃ يقول ابن عبد البر: "وخالفه جمهور الصحابة، ومن بعدهم، وحملوا الوعيد على مانعي

(^١) قال المزي: "ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان" (تهذيب الكمال ٣/ ١٢٠٩). (^٢) ابن حجر، تقريب التهذيب (٨٠٨٧). (^٣) ابن حجر، فتح الباري (٣/ ٢٧٣)، ولم أقف على قول ابن عبد البر هذا في كتابه الاستيعاب. (^٤) سورة التوبة، الآية (٣٤).

1 / 128