سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
١- رحمته ﷺ بالخلق عامة وهو الذي قال الله ﷿ عنه: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (١)، فكان ﷺ الرحمة المهداة إلى الخلق كلهم، وحث على العطف على الناس ورحمتهم فقد قال ﷺ: «لا يرحم الله من لا يرحم الناس» (٢)، وكلمة الناس هنا تشمل كل أحد من الناس، دون اعتبار لجنسهم أو دينهم وجاءت النصوص في باب الرحمة مطلقة، وقد ساق البخاري في باب رحمة الناس والبهائم حديث النبي ﷺ: «ما من مسلم غرس غرسا فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له صدقة» (٣)، فدين الإسلام دين السماحة والرحمة يسع الناس كلهم ويغمرهم بالرحمة والإحسان.
٢- تجاوزه عن مخالفيه ممن ناصبوا له العداء فقد كانت سماحته يوم الفتح غاية ما يمكن أن يصل إليه صفح البشر وعفوهم فكان موقفه ممن كانوا حربا على الدعوة ولم يضعوا سيوفهم بعد عن حربها أن قال لهم: «اذهبوا فأنتم الطلقاء» (٤) .
_________
(١) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧.
(٢) رواه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: قل ادعو الله أو ادعو الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى، رقم الحديث: ٧٣٧٦.
(٣) رواه البخاري، كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم، رقم الحديث: ٦٠١٢.
(٤) السيرة النبوية، ابن هشام، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط١، ١٤١٥هـ، ج ٤ ص ٦١.
1 / 19