سماحة الإسلام في معاملة غير المسلمين
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
المطلب الثاني سماحة النبي ﷺ في معاملة غير المسلمين بعث الله تعالى نبيه ﷺ رحمة للعالمين، وهو ﷺ مثال للكمال البشري في حياته كلها، مثال للكمال في علاقته بربه وفي علاقته بالناس كلهم بمختلف أجناسهم وأعمارهم وألوانهم، مسلمين وغير مسلمين، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه «كان رسول الله ﷺ رجلا سهلا» (١)، قال النووي: " أي سهل الخلق كريم الشمائل لطيفا ميسرا في الخلق " (٢) .
وفي الصحيح عن عائشة ﵂ قالت: «ما خير رسول الله ﷺ بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها» (٣) . بمثل هذه القيم كانت دعوة النبي ﷺ، يسر في كل شيء، وذود عن حرمات الله لا عن عرض الدنيا أو أهواء النفوس.
وتعدد صور السماحة في هدي النبي ﷺ مع غير المسلمين وشواهد ذلك من سيرته لا تحصر وأذكر منها ما يلي:
_________
(١) صحيح مسلم، كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقران، رقم الحديث: ١٢١٣.
(٢) شرح صحيح مسلم، النووي، مكتبة المعارف، الرياض، ط ١، ١٤٠٧هـ، ج ٤ ص ٤١٠.
(٣) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب صفة النبي ﷺ، رقم الحديث: ٣٥٦٠.
1 / 18