الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
مكان النشر
الكويت
تصانيف
١٢ - ولما شك الصحابة في (ابن صياد اليهودي) الذي كان يسكن المدينة، وظنوه الدجال الذي حدث عنه رسول الله ﷺ وأخذ الرسول معه جماعة وزاره في منزله قال له الرسول مختبرًا: (لقد خبأت لك خبئًا) . .
وكان الرسول ﷺ قد أضمر في نفسه (سورة الدخان) فسأله الرسول عما في نفسه، فقال عدو الله: (هو الدخ) ولم يستطع أن يكمل الكلمة، فقال له رسول الله ﷺ: [اخسأ فلن تعدو قدرك] . أي لن تتعدى كونك كاهنًا تتصل بالجن. ولذلك قال له رسول الله ﷺ (كيف ترى؟) قال: يأتيني أحيانًا صادق وكاذب. أي تأتيه أخبار من الشيطان صادقة أحيانًا، وكاذبة أخرى، فقال رسول الله: [لقد لُبِّس عليه] (رواه بنحوه مطولًا البخاري (٣/٤٦٢ و٦/٥١٢ و١٣/١٨٠ - من الفتح) ومسلم (١٧/٤٦ و٥٨ - بشرح النووي) وغيرهما) .
وفي هذا الحديث دليل على أن الشيطان من الممكن أن يطلع على ما في نفس المؤمن، ويخبر وليه من الإنس، وأننا مأمورون ألا نصدق من الغيب إلا ما أتانا من طريق الله، ومن طريق رسوله ﷺ فقط.
وكل هذه الأدلة التي ذكرناها، وغيرها لا يحصى، إنما كانت لتثبت الجانب العقائدي الإيماني في دعوة الرسول ﷺ وبيان أن العقيدة والإيمان بالغيب مصدره الله ﵎ وأنه لا يجوز لمسلم بتاتًا أن يتخذ طريقًا آخر للغيب يتلقى عنه، وأن من فعل ذلك فقد خرج من الإيمان بالله تعالى.
1 / 24