81

قصة موسى والخضر

تصانيف

استحباب كتابة الدين
ليس معنى هذا أنني إن أخذت منك دينًا ألا أكتبه، فإن ذلك كان في شريعة بني إسرائيل، وقد قال علماء الأصول: (شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما ينسخه)، وما ورد في شرعنا ما ينسخ هذا الفعل بأن يجعل ربه كفيلًا أو شهيدًا وإنما أتى استحباب أن يكتب الناس التداين فيما بينهم في ورقة، نظرًا لكثرة الغش الذي يقع: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾ [البقرة:٢٨٢] .
وإلا فإن قال: إن أحببت أن نكتب الدين فبها ونعمت، وإن ائتمنتني وجعلت الله ﷿ كفيلًا وشهيدًا، فإن الله يقول: ﴿فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾ [البقرة:٢٨٣] فالله ﷿ أفسح المجال هنا للأمانة بين الناس، أن آخذ منك المال بدون صك وبدون كتابة فهذا جائز، لكن إن قلت لك: اكتب هذا الدين فلا يجوز لك أن تمتنع، ولا أن تقول: كفى بالله شهيدًا وكفى بالله وكيلًا.

8 / 9