العصا - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
وقال أيضًا:
إنْ ضعفتْ عن حمل ثقلي رجلي … ورابني عثارها في السهل (^١)
أمشي كما يمشي الوجي في الوحلِ … مشيَ الأسير موثقًا بالكبل
فللعصا عنديَ عذرُ المبلي (^٢) … إن عجزت أو ضعفت عن حملي
وقال أيضًا وكتب بها في كتاب إلى ولده الأمير عضد الدين أبي الفوارس مرهف إلى مصر يطلب منه عصًا من آبنوس (^٣):
أريد عصًا من آبنوسٍ تقلُّني … فإن الثّمانين استعادت قوى رجلي
ولو بعصا موسى اتَّقيتُ لآدها … على ما بها من قوَّةٍ حملها ثقلي
ولكن تمنَّينا الرّجاءَ بباطلٍ … وكم قدرُ ما ترخي المنايا وكم تملي (^٤)
إذا بلغَ المرءُ الثمانين فالرّدى … يناد به بالتَّرحال من جانب الرَّحلِ
وقال أيضًا (^٥):
لما بلغت من الحياة إلى مدى … قد كنت أهواهُ تمنَّيت الرّدى
لم يبقِ طولُ العمر مني منَّةً … ألقي بها صرفَ الزّمانِ إذا اعتدى
ضعفت قوايَ وخانني الثِّقتانِ من … بصري وسمعي حين شارفت المدى
فإذا نهضتُ حسبت أنِّي حاملٌ … جبلًا وأمشي إن مشيت مقيَّدًا
وأدبُّ في كفِّي العصا وعهدتها … في الحرب تحمل أسمرًا ومهنَّدا
وأبيت في لين المهاد مسهَّدًا … قلقًا كأنّنيَ افترشت الجلمدا
والمرءُ ينكس في الحياةِ وبينما … بلغ الكمالَ وتمَّ عاد كما بدا
وقال أيضًا (^٦):
ألوم الرَّدى كم خضته متعرِّضا … له وهو عنِّي معرضٌ متجنِّبُ
_________
(^١) في الأصل: «وداسنى»، صوابه في خ والديوان ٣٢٠.
(^٢) يقال أبلاه عذرا: أداه إليه فقبله.
(^٣) الأبيات التالية ليست في ديوانه.
(^٤) في الأصل: «ترجى» وأثبت ما في خ.
(^٥) الأبيات التالية ليت في ديوانه.
(^٦) الأبيات التالية لم ترد في ديوانه. وقد وردت ما خلا البيت الرابع في كتاب لباب الآداب ص ٢٢٦.
1 / 214