العصا - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
ورأتْ سماتِ الأريحيَّة والنَّدى … ودلائلَ المعروف والإقدام
واستخبرت عنّى فقلت لها امرؤ … نائي المواطن من كرام الشَّام
نبت الديارُ به وضاق فسيحها … عنه ففارقها بغير ملام
قالت من أيِّ الناسِ أنت فقلت من … أولاد منقذَ في ذرًى وسنام
من معشر أبدًا تروح رماحهم … بدم العدى مخضوبة الأعلام
تحمي البلادَ سيوفهم وتبيح ما … تحميه دونهم سيوفُ الحامي
النازلين بكلِّ ثغر خائف … والآمنين معرَّةَ الجرَّام (^١)
وإذا أناخ السائلون بجوِّهم … عادوا ثقالَ الظَّهر بالإنعام (^٢)
كم فيهم عند الحقوق إذا عرتْ … من باذلٍ متبرِّع بسَّام (^٣)
تغني يداه إذا هما همتا ندًى … في المحل عن صوب الغمام الهامي
يتهلَّلون طلاقةً ويخافهم … لسطاهمُ الآسادُ في الآجام (^٤)
قالت فأين همُ فقلتُ أبادهمْ … دهرٌ وهل باقٍ على الأيام
ووددت لو ناهلتّهم كأسَ الردى … ووردتُ قبلهمُ حياض حمامي
فحياةُ مثلي بعد عزّ باذخ … ومعاشرٍ غلبٍ ومالٍ نام
ونفاذِ أمر لا يردّ، يطيعه … فيما قضى العاصي من الأقوام (^٥)
لأشدُّ من غصص الحمام وراحتي … بالموت غايةُ منيتي ومرامي (^٦)
فبكت بزفرة موجع لو صادفت … حجرًا لذاب من الزَّفير الحامي
وقال أيضًا:
حمَّلتُ ثقلي بعد ما شبتُ العصا … فتحملته تحمّل المتكاره
_________
(^١) المعرة: الأذى والجناية. والجرام: جمع جارم، وهو الجاني. وفي الأصل: «الحرام».
(^٢) الجو: ما انخفض من الأرض. وفي الأصل: «بنحوهم»، صوابه في خ.
(^٣) في الأصل: «متترع»، صوابه ما أثبت من خ.
(^٤) السطا، أراد بها السطوات.
(^٥) أي إن العاصي يخضع له. وفي الأصل: «مطيعه فيما قضى القاضي»، صوابه في خ.
(^٦) في الأصل: «لا شك»، صوابه في خ.
1 / 212