العصا - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
لو أنَّ عينَ أبي زبيدٍ عاينتْ … فتكاتهِ لأقرَّ بالإحجام (^١)
فحملتُ من بعد الثَّمانينَ العصا … متيقِّنا إنذارها لحمامي
وقال أيضًا أطال الله بقاءه في المعنى:
مع الثمانينَ عاثَ الضَّعفُ في جلدي … وساءني ضعفُ رجلي واضطرابُ يدي (^٢)
إذا كتبت فخطِّي جدُّ مضطربٍ … كخطِّ مرتعشِ الكفينِ مرتعدِ (^٣)
وإن مشيت وفي كفِّي العصا ثقلت … رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد (^٤)
فاعجبْ لضعف يدي عن حملها قلمًا … من بعد حطم القنا في لبَّة الأسد
فقلْ لمن يتمنّى طولَ مدّته … هذي عواقبُ طول العمر والمددِ
قال المؤلف أطال الله بقاءه: دخل علي بالموصل سنة ست وعشرين وخمسمائة رجل من أهل الموصل نصراني يعرف بابن تدرس (^٥)، وهو شيخ كبير يمشي على عصا ليسلم علي، وأنشدني والعصا بيده قبل السلام:
أحمدُ الله إذْ سلمتُ إلى أن … صرت أمشي وفي يدي عكَّازة
نعمةٌ ليتني بقيت عليها … حذرًا أن أشال فوق جنازة (^٦)
وقال آخر:
عصيت العصا أيّام شرخ شبيبتي … فلما انقضى شرخ الشباب أطعتها
أحمِّلها ثقلي ويحسب كلُّ من … رآها بكفّي أنني قد حملتها
_________
(^١) أبو زبيد الطائي، حرملة بن المنذر، كان نصرانيا مخضرما، وكان أوصف الناس للأسد، وصفه بحضرة عثمان بن عفان وصفا مرعبا، فقال له عثمان: اسكت قطع اللّه لسانك فقد أرعبت قلوب المسلمين. انظر الشعر والشعراء ٢٦٠ والأغانى ١١: ٢٣ - ٣٠ والمعمرين ٨٦ والجمحي ١٣٢ والخزانة ٢: ١٥٥ - ١٥٦.
(^٢) هذه الأبيات مما لم يرو أيضا في ديوان أسامة. وقد أنشدها في الاعتبار ١٦٣.
وانظر ابن خلكان ١: ٦٣ والمسالك ١٠: ٥٠٠ مصورة دار الكتب.
(^٣) في الأصل والمسالك: «لخط مرتعش»، والوجه ما أثبت من خ والاعتبار.
(^٤) الجلد: الغليظ من الأرض.
(^٥) خ: «بابن مرزينا».
(^٦) في الأصل: «خالدا لا أشال»، وأثبت ما في خ.
1 / 207