العصا - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
يا لك من همَّةٍ ورأى … لو أنه في عصاك سيرُ (^١)
ربَّ قليل أجدى كثيرًا … كم مطرٍ بدؤه مطيرُ
صبرًا على الحادثات صبرًا … ما فعل الله فهو خيرُ
وتقول العرب: قد أقبل فلان و[لانت (^٢)] عصاه، إذا أصابه السواف - وهو ذهاب المال وموته - فرجع وليس معه إلا العصا، فإنه لا يفارقها إن كان معه إبل أولا. قال حميد بن ثور (^٣):
واليوم ينتزعُ العصا من ربِّها … ويلوك ثنيَ لسانهِ المنطيقُ (^٤)
قيل: كانت العرب تقاتل بالعصي، فلهذا قال الأعشى ميمون بن قيس ابن جندل:
لسنا نضارب بالعص … ي ولا نقاذف بالحجاره (^٥)
إلا بكلِّ مهندٍ … عضب من البيض الذِّكاره (^٦)
قضم المضاربِ باترٍ … يشفي النفوسَ من الحراره (^٧)
وقال جندلٌ الطهوي:
حتَّى إذا دارت عصانا تجرى (^٨) … صاحت عصيُّ من قنًا وسدرِ (^٩)
تقول العرب: «العصا من العصية والأفعى من الحية». تريد أن الأمر الكبير يحدث من الصغير (^١٠).
(^١) الأبيات مما لم يرو في ديوان أبى تمام. وهي في البيان ٣: ٦٧. ورواية الأولى: • مالك من همة وعزم … (^٢) الكملة من البيان ٣: ٥٢. (^٣) خ: «حميد بن سعيد». (^٤) في البيان ٣: ٥٣ «تنتزع العصا»، وفي مجالس ثعلب ١١٩ واللسان (نطق): «والنوم ينتزع». (^٥) ديوان الأعشى ١١٥ والبيان ٣: ١٥. (^٦) الذكارة، بالكسر: جمع ذكر، والذكر من الحديد: أيبسه وأشده. (^٧) الفضم: الذي تكسر حده مما طال عليه الدهر وكثر به الضراب. (^٨) في البيان ٣: ١٥: «رحى لا تجرى»، يعنى رحى الحرب. (^٩) قال أبو منصور: القناة من الرماح: ما كان أجوف كالقصبة. (^١٠) خ: «عن الصغير».
1 / 203