العصا - ضمن نوادر المخطوطات
محقق
عبد السلام هارون
الناشر
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٣٩٣ هـ - ١٩٧٢ م
تصانيف
ترى الرجل النحيف فتزدريه … وفي أثوابه أسد مزيرُ (^١)
ويعجبك الطَّرير فتبتليه … فيخلف ظنَّك الرجلُ الطريرُ (^٢)
فما عظمُ الرِّجالِ لهم بفخرٍ … ولكن فخرهم كرم وخيرُ (^٣)
ضعافُ الطير أطولها جسوما … ولم تطل البزاة ولا الصُّقورُ (^٤)
بغاث الطَّير أكثرها فراخًا … وأمُّ الصقر مقلاتٌ نزورُ
- بغاث الطير: صغارها، وفيها ثلاث لغات: ضم الباء وفتحها وكسرها.
والمقلات: التي لا يعيش لها ولد -
لقد عظم البعيرُ بغير لبٍّ … فلم يستغنِ بالعظم البعيرُ
يصرّفه الصبيّ بكلِّ وجهٍ … ويحبسه على الخسف الجرير (^٥)
- الجرير: حبل يكون في رأس البعير -
وتضربه الوليدةَ بالهراوى … فلا غيرٌ لديه ولا نكيرُ
فإن أك في شراركم قليلًا … فإنِّي في خياركم كثير
ذكر أبو هلال العسكري اللغوي ﵀ في كتاب الأوائل قال: أول من خطب على العصا وعلى الراحلة قس بن ساعدة الإيادي، فمما ورد عنه من خطبه قوله (^٦):
أيها الناس: اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. ليل داج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال
_________
(^١) المزير، الشديد القلب القوى النافذ. وفي الأصل: «يزير»، صوابه، في الحماسة واللسان ومقاييس اللغة (مزر) ومجالس ثعلب ١٦٢. ورواه ثعلب: «الرجل الضعيف».
(^٢) الطرير: الشاب الناعم ذو الرواء والمنظر. هذا البيت يروى أيضا للمتلمس، وليس في ديوانه. انظر اللسان (طرر).
(^٣) الخير، بالكسر: الكرم والشرف.
(^٤) في الأصل: «يطل»، وأثبت ما في خ.
(^٥) الوجه: الجهة. والخسف: الذل.
(^٦) انظر البيان والتبيين ١: ٣٠٨ - ٣٠٩ والأغانى ١٤: ٤٠ ومجمع الأمثال للميدانى عند قولهم: (أبلغ من قس).
1 / 185