الطريق إلى الامتياز
الناشر
دار الراية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
تصانيف
فنظر إليه الرجل الحكيم بابتسامة هادئة، وقال له: أيها الشاب.. ... لقد أخذت بالأسباب كلها، لدرجة أنك فتنت بالأسباب، ولم ترجع إلى مسبب الأسباب؛ فهلكت بالأسباب..
فنظر إليه الشاب، وقال له: ماذا تقول؟! إنك لم تقل لي هذا الكلام من قبل.. فقال له: عندما أتيتَ إلى هنا في المرة قلتَ جملة أعجبتني جدًا، وهي: أن الله ﷿ مجيب الدعوات، فأنت دعوت الله ﷿ فوجدتني عندها مباشرة أضع يدي على كتفك، ولكنك عندما رجعت أخطأت نفس الخطأ الذي يخطئه كثير من الناس، وهو أنهم يظنون أن الأسباب هي التي تنفعهم بذاتها، ونسوا أن مسبب الأسباب هو صاحب هذه الأسباب، وهو الذي ينفعهم؛ ولذلك فلابد وأن تعي جيدًا قول الله ﷿: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (١) .. فنظر الشاب إلى الرجل الحكيم وبكى، وقال: لا أعرف كيف أعتذر لك.. فقال له: لا تعتذر؛ فربنا ﷿ قريب ويسمعك جيدًا، وربنا وضعك هناك لترجع إليه أولًا، وتذكر دائمًا قول الحق ﷿: ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ (٢) ..
_________
(١) سورة آل عمران: ١٥٩.
(٢) سورة الكهف: ٣٠.
1 / 26