النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
65

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

ما يحتمله الوزن وأكثر ما يمكنه النظم" (١). وكقوله: "ومنها ما خانه السبك فساء ترتيبه، وأخل نظمه" (٢) وكقوله: "وبين الكلامين في صحة النظم وعذوبة المنطق ما تراه" (٣) وكقوله: "وتتبين تفاوتها في سوء الترتيب واختلال النظم" (٤). وكقوله في قول الأعشى: إذا كان هادي الفتى في البلاد ... صدر القناة أطاع الأمير فإن هذا البيت - كما نراه - سليم النظم من التعقيد بعيد اللفظ عن الاستكراه (٥). وكقوله في بيت أبي الطيب: إذا ما ضربت القرن ثم أجزتني ... فكل ذهبًا لي مرة منه بالكلم فلم يحفل بسوء النظم، وهلهلة النسخ لما حصل له الغرض في إنهار الطعنة (٦). وبعد: فماذا قصد الجرجاني من كلمة النظم في المواضع التي ذكرها فيها؟ . في الواقع إنه لم يكن يقصد منها إلا ما قصده تلميذه عبد القاهر من بعده، وهو تتبع معاني النحو فيما بين الكلم إذ من المستبعد أن يكون قد قصد بها وزن الشعر - مثلًا - لأن الأبيات التي نقدها في هذه المواضع لم تكن مختلة الوزن، كما أنه لا يمكن أن يكون قد قصد بها مجرد ترتيب لا يكون على حسب معاني النحو، لأن الترتيب إذا كان بهذه المثابة أدى إلى هلهلة النسج التي يأباها، فلم يبق إلا أن يكون قد قصد بها تتبع معاني النحو فيما بين الكلم - كما قصد عبد القاهر تلميذه من بعده -.

(١) ... الوساطة صـ ٩٩. (٢) ... الوساطة ١٠٠. (٣) ... الوساطة صـ ١٩٢. (٤) ... الوساطة صـ ٤١٧. (٥) ... الوساطة صـ ٤١٨. (٦) ... الوساطة صـ ٤٢٤.

1 / 68