النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
24

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

وربما كان شيوع هذه الرواية وتردادها على ألسنة البلاغيين هو الذي حدا بهم إلى أن يفتحوا في البلاغة بابًا خاصًا هو: باب "الفصل والوصل" (١). وكان عمر ﵁ فصيحًا بليغًا، فقد ضرب الرواة مثلًا لفصاحته وبلاغته؛ بأنه كان يستطيع أن يخرج الضاد من أي شدقيه شاء (٢). وعلي بن أبي طالب ﵁ لم يكن يجاريه أحد في مضمار الفصاحة والبلاغة، وخير ما يثبت هذا: كتاب "نهج البلاغة" المنسوب إليه، وقد عرف هو البلاغة، فقال: "البلاغة: إيضاح الملتبسات بأسهل ما يكون من العبارات" (٣). وإلى جانب كلام الله تعالى، وحديث الرسول ﷺ وخطب الخلفاء الراشدين وملاحظاتهم في نقد الكلام وبلاغته، فإن أمورًا جدت بالإسلام، دعت إلى الاهتمام بصياغة القول، ونظم التراكيب، وتصوير المعاني صورًا رائعة جذابة. ومن هذه الأمور التي جدت: الصراع حول العقيدة بين المسلمين والمشركين، وانطلاق الشعراء من المشركين في هجاء الإسلام والمسلمين، وانطلاق الشعراء من المسلمين في الرد عليهم بهجاء الشرك والمشركين. وقد كان يمثل شعراء المشركين: عبد الله بن الزبعري، كما كان يمثل شعراء المسلمين: حسان بن ثابت الأنصاري.

(١) ... فن البلاغة د. عبد القادر حسين صـ ١٨. (٢) ... البيان والتبيين جـ ١ صـ ٦٢. (٣) ... البيان والتبيين جـ ١ صـ ١٤.

1 / 26