النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

حسن إسماعيل عبد الرازق ت. 1429 هجري
152

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

الناشر

دار الطباعة المحمدية القاهرة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٠٣ هـ

سنة النشر

١٩٨٣ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

(ب) إسناد الفعل إلى آلته، كقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ (١). (جـ) إسناد الفعل إلى ما له مزيد اختصاص وقربي بالفاعل الحقيقي، كما في قوله تعالى: ﴿إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ﴾ (٢) أسند الملائكة فعل التقدير إلى أنفسهم - وهو لله وحده - لما لهم من القربى والاختصاص بالله - كما يقول خاصة الملك: دبرنا كذا وأمرنا بكذا، والمدبر والآمر هو الملك. وإنما يظهرون بذلك اختصاصهم وأنهم لا يتميزون عنه (٣). ولهذا كان تعريف عبد القاهر للمجاز العقلي بأنه "كل جملة أخرجت الحكم المفاد بها عن موضوعه في الفعل لضرب من التأول" هو التعريف الأمثل للمجاز العقلي، لأنه لم يحدد علاقاته. وقد أشار الخطيب - في تعريفه - بقوله: "بتأول": إلى أن قول الجاهل: شفى الطبيب المريض، ليس من باب المجاز، بل هو من باب الحقيقة، لأن الجاهل لا يتأول في كلامه. ولهذا لم يحمل قول الشاعر الحماسي: أشاب الصغير وأفنى الكبير ... كر الغداة وهو العشى على المجاز ما لم يعلم أو يظن أن قائله لم يرد ظاهره، كما استدل على أن إسناد (ميز) إلى (جذب الليالي) - في قول أبي النجم:

(١) ... البقرة: ٢٨٣. (٢) ... الحجر: ٦٠. (٣) ... خصائص التراكيب صـ ٧٦.

1 / 155