الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
بدين الله، والعلم المقصود هنا هو: العلم بنصوص الكتاب والسنة، وهو كما يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀: معرفة الله ومعرفة نبيه ﷺ ومعرفة دين الإسلام بالأدلة١.
وهو مرتبط بجميع مراحل الدعوة ولذلك قال الله جل وعلا لرسوله ﷺ: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف:١٠٨]، والبصيرة: هي العلم والفهم كما قال بذلك جماعة من المفسرين٢.
والعلم لا أن يسبق القول والعمل، وممن أوضح ذلك الإمام البخاري في كتابه الصحيح حين وضع بابا في كتاب العلم وسمه بقوله: "باب العلم قبل القول والعمل لقول الله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ [محمد: ١٩] فبدأ بالعلم"٣.
وبفقد العلم في الدعوة يتحكم الهوى وتقع بسبب ذلك المصائب والضلالات والجهالات، كما قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ﴾ [الأنعام: ١١٩] .
والدعوة بلا علم قول على الله تعالى وعلى رسوله ﷺ بغير علم
_________
١ انظر: مقدمة كتاب الأصول الثلاثة.
٢ انظر مثلا: تفسير القرآن العظيم، لابن كثير٣/٨٠، وتيسير الكريم الرحمن لابن سعدي، ص ٣٦١.
٣ انظر: الصحيح المطبوع مع فتح الباري، ١/١٥٩.
1 / 31