زيادة على أنها تذكرهم الجوع الشديد الذي شاهدوه فيها، وأن مياهها لم تعد صالحة للشرب - والحديث هنا عن السبعينات الهجرية وما بعدها بقليل ـ.
ولما تقدَّمت العمران، وسهُلَت الزراعة، استصعبوا العودة؛ لأجل كثرة الفروع التي تنتسب إلى صاحب المُلْك، فيُخشى من النزاعات بين أبناء العم - والنزاعات في مثل هذا أقرب إلى الاتفاقات ـ، لذا تخلَّى الجميع عن أملاكهم، وهُجرت، واختفت ملامحها.
وهم يرون - أيضًا - أن إحياءَهُ مشكلة، والأرض لها تعلق بأموات ... - جُهِل بعضُهم - أوصوا بربع أو ثلث ما يملكون، ومن مُلكِهم هذه الأرض!
والمخرج في نظري: أن يتكفل أثرياء الأسرة - أيَّ أسرة - بإخراج ربع قيمتها، ويُعمر به مسجدًا، لأموات الأسرة الذين أوصوا، وأن يكون باقي الملك كالوقف، يستفاد منه في مناسبات الأسرة العامة، ويجعل استراحة كبيرة مزارًا وصِلَة.
1 / 55