سبب تسمية «الشقة» بهذا الاسم

إبراهيم بن عبد الله المديهش ت. غير معلوم

سبب تسمية «الشقة» بهذا الاسم

تصانيف

سبب تسمية «الشُّقَّة» بهذا الاسم مقال قديم كتبه الأستاذ: سليمان بن حمود الحصيني ﵀ نُشر في «جريدة الرياض»، عام (١٤٠٣ هـ) أعاد نشره، وعلَّق عليه، وأضاف: إبراهيم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن حمود بن محمد بن مديهش بن محمد بن إبراهيم بن سالم الحميدي

1 / 1

بلدة «الشُّقَّة» كانت بلدة كبيرة في شمال غرب ... «بُريدة»، وأصبحت «الشقة السفلى» الآن حيًَّا من الأحياء الشمالية الغربية ل «بريدة» و«الشقة العليا»، و«ضاري» مزارع واستراحات، وأملاك مهجورة، وليس فيها ساكنون.

1 / 3

[صورة] الطرق المحدثة ألغت حدود البلدة، فالشقة المكتوبة في الخريطة هي السفلى، والنجمة الصفراء هي في منتصف «ضاري»، وما فوقها: الشقة العليا

1 / 4

[صورة]

1 / 5

[صورة]

1 / 6

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد فالباعث على كتابة هذه الأوراق، أني لما كتبتُ لموقع أسرتنا الكريمة في «الشبكة العالمية»: أسرة المديهش www.almdehesh.com تعريفًا مختصرًا ب «الشقة» و«ضارج»، وذلك في عام (١٤٣١ هـ)، وكان غالبه منقولًا من تعريف متداول، حرصت فيه على مسألتين علميتين اثنتين: ١. هل «ضارج» الواردة في معلَّقة امرئ القيس، هي «ضارج القصيم» أم غيرها؟ ٢. إنكار القصة الخرافية في سبب تسمية الشقة بها الاسم. ولم أجد قبل كتابتي ولا بعدها مَن ذَكَر المسألة الثانية، رغم يقيني بوضوحها، وإنكار العقل لها. وفي مقدمة تحقيقي لكتاب «البراهين المعتبرة» أوردت تعريفًا مختصرًا ب «ضارج» و«الشقة»، وقرأته على معالي الشيخ: محمد بن ناصر العبودي

1 / 7

ـ حفظه الله ـ، خاصة وأنه قد أورد هذه القصة في كتابه «معجم بلاد القصيم» نقلًا عن كبار السن من أهل «الشقة»، لما أنهيت القراءة أيدني مباشرة على ما ذكرت حرفًا حرفًا، وتعجب الشيخ من أن تكون البلدة الكبيرة مقابل شق بيت من شعر، لا يساوي شيئًا، والشق القطعة الصغيرة، أقدرُها أنا بمتر في مترين! ! ومن بركات مجلس معالي الشيخ، أن التقيت فيه بالأستاذ الكريم المتواضع المحب لبلدته وأهلها: علي بن ناصر بن عبدالعزيز بن إبراهيم الحصيني، من أهل «الشُّقَّة». وصِلتُه بأمير «الشُّقَّة»، الكريم الشهير: سند بن إبراهيم الحصيني ... (ت ١٣٤٧ هـ) ﵀، عمُّ أبيه. أتحفني بوثائق جميلة لأسرتنا (آل مديهش)، وهي مداينات، كان الأمير: سند الحصيني يداين فيها غالب أسر الشقة، وبريدة أيضًا، فما وجد من مداينة فيها اسم من أسماء أسرتنا إلا تكرم عليَّ - أحسن الله إليه - فأتحفني بصورة منها.

1 / 8

وقد أخبرني بامتلاكه كثيرًا من الوثائق الأصلية، وهي وثائق أسرته الكريمة، ولاشك في نفاستها مادام أن أسرته تولت الإمارة قرنًا من الزمان أو أكثر، وأن جده إبراهيم، وابنه الأمير: سند، كان يداين غالب البلد، فكم من وثيقة أخرجت لأسرة علمًا كثيرًا - يعرف ذلك من عرف الوثائق، ويجهل ذلك كله من جهل قيمتها ـ. وقد اقترحت عليه كثيرًا - ولا زلت - أن يصوِّر هذه الوثائق كلَّها في مجلد أو مجلدين، يشير تحت كل وثيقة بمضمونها، واسم كاتبها والشهود، وتاريخها، لتستفيد أسر كثيرة جدًا من هذا الكنز الدفين، وليُحفظ الحقُّ باسم أسرتهم: «وثائق أسرة الحصيني». وأطلعته - رعاه الله - على تجارب مماثله. لعل الله أن ييسر له ويعينه على إخراج الوثائق كلها. وكان من ضمن الحديث معه: أني لم آت بجديد عن «الشقة»، وليس عندي مقدرة وقتيه، وبحثية للكتابة عنها، سوى أني تحدثت عن مسألة واحدة، ولا أعلم من سبقني إليها، وهي مسألة: إنكار القصة المتداولة ... إلخ فذكر لي أن ابن عمه كتبَ فيها مقالًا، نُشر قديمًا في إحدى الصحف!

1 / 9

فتعجبت من هذا السبق الجميل، وتعجبت أكثر من الاختفاء السئ للمقال! لمَ لمْ تتداوله الأيدي الباحثة والكاتبة التي تحدثت عن البلدة ... - والكتابات عنها قليلة ـ؟ ! المقصود أن أبا ناصر علي الحصيني - سلمه الله - وعدني بصورة من المقال، ولما اطلعت عليه، تفاجأت أنه مقال كتب عام (١٤٠٣ هـ)، ولم ينتشر فيما انتشر من كلام قليل، وهذر كثير في «النت»، من متطفلين على الكتابة، متعصبين لأسرتهم فقط؟ ! ولأن المقال لم يشر إليه أحد - فيما أعلم ـ، ولم يُعَدْ نشرُه في وسائل التواصل الحديثة، وقد تجاهلَه مَن كتب عن البلدة، ولأنه قديم نسبيًا، وأعتبره أول من أعمل عقله في نقد القصة، ووفاء لجهده الطيب ﵀، وجهد ابن عمه الذي احتفظ بالمقال وأفادني به؛ وجدتُ الفرصة مناسبة لإعادة كتابته، وتصحيحه من الأخطاء الطباعية، والتعليق اليسير عليه، ثم تذييله بما كتبتُه مما توافقت معه - دون علم به - على إنكار ما تداوله أهل البلدة، وتناقله ... - بالذات - من كتب شجرة أسرته، تقليدًا حرفيًا لبعض شجرات الأسر الأخرى.

1 / 10

وكانت هذه الأوراق فرصة طيبة، للتنبيه على بعض المعلومات المستجدة التي لم أجد موضعًا للتنبيه فيه. تنبيه: للأستاذ أبي ناصر، علي الحصيني تعليقات توضيحية لما أشكل عليَّ من المقال، كتبتها في الحاشية مذيَّلةً باسمه: (علي الحصيني).

1 / 11

مقال قديم قبل أكثر من (٣٣) سنة نُشر في «جريدة الرياض» في عددها (٥٤٧٢)، يوم الخميس، تاريخ ... (٢٨/ شعبان/ ١٤٠٣ هـ)، في صفحة «الرأي للجميع»، مقال جميل، للأستاذ: سليمان بن حمود بن صالح بن إبراهيم بن عبدالله بن سند الحصيني ﵀ (١) بعنوان: (هل «الشُّقَّة» اشتُرِيَتْ بشِقَّةِ من بيت الشعر كما يقولون؟) ذكر الشيخ العبودي في كتابه «بلاد القصيم» عن «الشُّقَّة» وسبب تسميتها، ما نصه:

(١) ولد ﵀ سنة (١٣٥٧ هـ) في «الشقة السفلى»، وكان موظفًا في «وزارة العدل»: مساعد رئيس قسم الضمان والأنكحة في الرياض، تقاعد تقاعدًا مبكرًا، توفي سنة ... (١٤٣٠ هـ) في مدينة الرياض ﵀. جده: صالح، أخ لأمير الشقة: الشهم الكريم: سند بن إبراهيم الحصيني ﵀.

1 / 12

يتناقل أهالي الشقة القدامى قصة وصولهم من «التويم» في «منطقة سدير»، ويقولون ما ملخصُّه من روايات عِدَّة، بعضها يغاير بعضًا: أن أوائلهم جاءوا - وهم ثلاثة أشخاص - فوجدوا «الشُّقَّة» ماءً ل «عَنَزَة»، ووجدوهم قد ارتحلوا عنها، إلا أنهم يعلمون أنهم راجعون، ولم يكن فيها إلا عجوز، فاشتروا منها ذلك الماء، بشِقَّةٍ من بيت الشَّعَر، إذْ ليس معهم نقود، والبدوية العنَزية بحاجة إلى تلك الشقة من الشعر المنسوج، لتضيفها إلى بيتها الذي هو من الشعر، فأسموها «الشُّقَّة»، لهذا السبب، ونزلوا متجاورين، ومع أنها متسعة، ومياهها غزيرة، وآبارها قريبة النبط، وأكثرها ملئ بالآبار القديمة التي دثر بعضها، وبقي بعضها يحتاج إلى حفر أو إلى شئ من الطي، فإنهم اختلفوا فيما بينهم بناءً على بذور شقاق ونزاع حملوه معهم .. إلى آخر ما حواه الكتاب من أخبار الجزء الثالث (ص ١٢٥٢)، منها: السلاح الذي يحملون عند حضورهم الصلاة؛ خوفًا من بعضهم البعض، والسور العظيم الذي بنوه رغم سعتها وصعوبة وبناء سور يحميها. وإنني إذْ أشكر الأستاذ الفاضل على جمع هذه المعلومات المتغايرة، لتجدر الإشارة إلى أن البلاد قد مرَّ عليها عواصف من الفتن والفوضى إلى أن

1 / 13

جمعها الله تعالى تحت راية واحدة، وقويت فيها رابطة الدِّين، التي هي أقوى الروابط وأصدقها بين الناس، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من نعمة الأمن والاستقرار والخير الوفير، التي نرجو أن نوفق لشكرها، وحُسن رعايتها. ولا شكَّ أن قبيلة «عنَزَة» كانت من القبائل الرئيسية في «القصيم»، و«القصيم» كلُّه بلادهم وبلاد غيرهم من القبائل، وأخلاط الناس. أما ما استفاض من الأفراد المذكورين من أخبار، ودعواهم أنهم اشتروا «الشُّقَّة» بشقة من بيت الشعَر، وأسموها «الشُّقَّة» لهذا السبب، وقاموا بعمارتها من جديد؛ فهذا غير صحيح، ولا يعضده الدليل. فالجوُّ (١) عامرٌ قبل مجيئهم، والاسم قديمة، و«الشُّقَّة» لا تخصهم وحدهم، ومع أن البلاد - ولله الحمد - قد أصبحت واحدةً بطولها وعرضها، وذلك بفضل الله وحدة، ثم بعزيمة موحِّد هذه البلاد: عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وذريته من بعده، وليس لأحد منها إلا مايملك شرعًا؛

(١) تقع وسط «الشقة السفلى»، أصلها لأسرة «الخِضِيري» من بني تميم، وقد أُخذ جزء منه لمستوصف الشقة السفلى، والمدرسة. (علي الحصيني).

1 / 14

إلا أن تسَرُّبَ هذه المزاعم، وأمثالها نحو الكتب، رُغم ضعتها، وعدم صحتها، حيث بدأ التأليف يبرز من جديد في الآونة الخيرة عن البلدان وأهلها، ويُقبل القول ممن هبَّ ودبَّ، ليُعْلَك ويُلْفَظ؛ جعَلَ من الضروري الرد عليها، وتصحيح كل خطأ بما يناسبه، فأقول وبالله التوفيق: ١. أن بلدًا كانت تتصل حِماه ب «الأبلقان» شمالًا، وحتى «الحُمُر» جنوبًا، وما وراء «نفود المِلْح» و«الطوير» غربًا، إلى أخصب رياض في ... «البطين» شرقًا، عُيِّنَ لها تَسَعُ مَرافِقَ بموجب الصك الشرعي رقم (٦٧٧) في (٥/ ٩/ ١٣٨٠ هـ)، بمطالبة كلٍّ من الشيخ: علي السليمان الضالع، وعبدالكريم السليمان الحصيني رحمهما الله؛ كانت الفائدة منها عامة وكبيرة، لولا شؤم الاختلاف. مياهه من أقرب مياه المنطقة، المعروفة بوفرة مياهها، تجود فيها الزراعة لاسيما الشعير والقمح؛ يجمع بين: خصوبة التربة، واعتدال الجو، وطيب المرعى، معدن يُعتبر من مصادر خيراته، وهو ما يُعرف باسم (ملح ضاري= ضارج أو الشُّقَّة)، لأغلى وأثمن من أن يطوف به زعم زاعم، فيشتريه بشقة من بيت الشَّعَر! لا تساوي في قيمتها شيئًا إلا كما يساويه بعض الكلام

1 / 15

الرخيص من عجوز بدوية، هي أغنى وأقنى لهذه المساحة، فهي صاحب غزله بمغزلها المعروف، وإنتاجه؛ وهو فاقد الشئ، وفاقد الشئ لا يُعطيه. ولا تُتْرَك وحدها مقطوعة من أهلها وعشيرتها، لتنتظر وصولهم، فتبيع وطنها بقطعة ساحة؟ ! ولا تبيع وطنَها بأغلى الأثمان، فضلًا عن ساحتهم الصغيرة! ! على أن الشقق تجمُّعات صغيرة، أشهرها الشقتين، والاسم قديم. وأما قولهم: وهو يعلمون أنهم إليها راجعون! فلا يعلمون إلا ما علموا، إذْ لا يعلم الغيب إلا الله. قال زهير: واعلمُ ما في اليوم والأمس قبله ... وإني لَعَنْ عِلمِ ما في غدٍ عَمِ. ومما يزيد في عدم صحة هذه الدعوى: السلاح الذي يحملونه عند حضور الصلاة؛ خوفًا من بعضهم البعض، إذْ لا يصح ذلك؛ لاتفاقهم في الجرَّة أولًا، وضعف المناقشة في المكان ثانيًا، لكونهم ثلاثة على حدِّ زعمهم، يأتمون بإمامهم الذي يصلي خلفه اثنان منهم مسلَّحون! ! ولا يُصَدَّق ذلك؛ لما فيه من إشاعة الخوف في المسجد الذي هو مكان عبادة ووِفاق، وليس

1 / 16

للاستعراض، وحاجتُهم في ذلك الزمان لحماية أنفسهم من غيرهم، ألزَم من حاجتهم لحماية أنفسهم من بعضهم، على أنه ثبت أن الحيف يفرِّق بين الأقارب، وأن العدلَ يجمع شتات الناس، ولكن ما ذُكر فيه مبالغةٌ. ويخصنا منه الدليل، ولعلَّ ذلك حصل من شواذ بعض الأفراد التي تظهر من حين لآخر، ليتوهم البعض صحتها، وهي في الحقيقة صنوف من الخيال، كعش العنكبوت، وهي تهدم ولاتبني، وتُفرِّق ولا تجمع، ولا تجلب فائدة أبدًا، وتبعث الإحن، ولا تصدر من عاقل رزين، وقد حملها المؤلف على ظاهرها. (١)

(١) أقول: لا ضير على معالي الشيخ - حفظه الله تعالى - من إيراد ما ذكره له بعضُ كبار السن من أهل «الشقة»، وليس عليه أن يبحث وراءهم، فالمعجم الجغرافي كبير جدًا، وغزير المعلومات، وحسبه في مثل هذا النقل - وجزاه الله خيرًا ـ، على أنه خطأ هذه الرواية واستنكرها، بعد أن قرأت عليه - رعاه الله - ما ذكرتُه في مقدمة تحقيقي لكتاب ... «البراهين المعتبرة» من تأليف العم الشيخ: عبدالعزيز بن محمد المديهش (ت ١٣٥٠ هـ) ﵀، قرأتُ على الشيخ سبب تسمية الشقة بهذا الاسم، فأقرَّ كلامي، وأنكرَ القصة المتداولة، وكان ذلك في اثنينيته الممتعة، بتاريخ (٢١/ ٤/١٤٣٤ هـ) في منزله العامر في مدينة الرياض، ولدي تسجيل صوتي لتعليقه. =

1 / 17

ثم السور الذي لو صحَّ الخبر، لكان في البلد أكبر مدينة وُجِدَت في تاريخ المنطقة، باعتبار تباعد الشُّقَّتين عن بعضها، لاسيما إذا أضيف لذلك ... «الخبيب»، و«البشمة»، تلك السبخة المعمورة قديمًا، المزدهرة بآبارها وعيونها بزعمهم؛ و«الباطن»، مما يُشكِّل خطًا مستديرًا، قد يبلغ طولها عشرات الكيلوات، وهذا غريب! ! على أنه ورد أن مجيئهم عن طريق «حريملاء» المعمورة سنة ... (١٠٤٠ هـ) (١)، ولم يذكر بالتحديد، ولا شك أن ما بعد هذه الفترة لايكفي

= إنَّ المؤاخذة تكون على من كتب هذه القصة وهو من أهل هذه البلدة «الشقة»، لأن طاقته العلمية منصبَّة على بلدته أولًا، فإن لم يكن من أهل العلم والبحث، فليسألهم، وليبدأ بأهل بلدته قبل غيرهم. للأسف نجد بعض أبناء أُسَر الشقة، يكتب هذه الخرافة في ورقاته، أو مدونته، أو شجرة أسرته نقلًا وتقليدًا لشجرة أسرة أخرى من أبناء عمه! ! دون أن يُعمل عقله، ولو بحث وسأل، لوجد العلم الصحيح، والعلم رَحِمٌ بين أهله. (١) أقول: هذا النص من «معجم بلاد القصيم» لشيخنا الجليل العبودي - حفظه الله ونفع بعلمه - (٣/ ١٢٦٠)، وهو وهم منه في المعلومة والإحالة لابن عيسى، فإن الذين =

1 / 18

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قدموا للشقة جاءوا إليها من «التويم» مباشرة، وأن أبناء عمهم (آل حمد) هم الذين ذهبوا إلى حريملاء. وقد نقلتُ في موقع أسرتنا «أسرة المديهش» www.almdehesh.com ... النصوص المتعلقة بخروج آل أبو رباع من «التويم» - وذلك سنة (١٠٤٥ هـ) تحديدًا - ذهب منهم «آل هويمل» إلى «الشقة»، وذهب أبناء عمهم «آل حمد» إلى «حريملاء»، وممن خرج من التويم إلى الشقة أيضًا: الحصيني، وغيرها من الأسر. هذه المعلومات تجدها في موقع أسرة المديهش بالتفصيل من مخطوطات ومطبوعات كتب تاريخ نجد. وبما أنَّ العبودي - رعاه الله - وهِم في نص ابن عيسى والإحالة إليه، فإني أقتطع من البحث السابق نصَّ ابن عيسى: قال ابن عيسى ﵀ ــ وعبارته من أوضح ما وقفتُ عليه ــ: [[وفي سنة (١٠٤٥ هـ) نزل آل أبو رباع بلدَ «حريملاء»، وعمروها وغرسوها؛ وذلك أنَّ آل حمد من بني وائل حين وقع بينهم وبين آل مدلج في بلد «التويم» بعض الاختلاف؛ خرج علي بن سليمان آل حمد، وقبيلته، وابن عمه راشد، واشتروا «حريملاء» من ابن معمر رئيس بلدة «العيينة» واستوطنوها. تتمة: أهل حريملاء آل أبو ربَّاع، من آل حسني، من بشر، من عنزة، وحتايت جد آل حتايت من وهب، من النويطات، من عنزة. =

1 / 19

لزوال أثَره، وانقطاع خبَرِه، لاسيما إذا سبق ذلك فترة نموهم، وازدهارهم، ومدة التنفيذ، فهل تُرى أصابته الملوحة المزعومة، أم أن الخبر غير صحيح؟ ! ٢. أن اسم «الشُّقَّة» مأخوذ في الأصل من اللغة العربية، شأن الكثير من الأماكن في جزيرة العرب، قال الله تعالى: ﴿وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ﴾ (١)

= وكذلك جد آل عقيل، وجد آل هويمل الذين منهم القصارى المعروفين في «الشِّقَّة» من بلدان القصيم، وجد آل عبيد المعروفين في «التويم» من بلد سدير، من آل أبو رباع، من آل حسني، من بشر، من عنزة]]. انتهى من «تاريخ ابن عيسى». ينظر: «تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد ووفيات بعض الأعيان وأنسابهم وبناء بعض البلدان من ٧٠٠ هـ إلى ١٣٤٠ هـ» للشيخ: إبراهيم بن صالح بن عيسى - ط. المئوية - (ص ٤٥)، ط. اليمامة (ص ٣٠ - ٣١)، ط. ضمن «خزانة التواريخ النجدية» (٢/ ٤٢ - ٤٣)، «مجموع ابن عيسى» ط. ضمن «خزانة التواريخ النجدية» (٩/ ٤٤) وفيه إلى قوله: واستوطنوها]. (١) قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ سورة التوبة، آية ٤٢.

1 / 20

أي المسافة. (١) ٣. قال صاحب «المنجد»: الشقة: القطعة والمساحة من الأرض. (٢) وهذا ما ينطبق على الموقع، وهذا أيضًا معلوم لدى أساتذتنا الأفاضل، والشيح العبودي من أدرى الناس وأعلمهم بذلك، ولكن للدلالة فقط.

(١) قال الراغب الأصبهاني في «المفردات» (ص ٤٥٩): (والشُّقَّةُ: النّاحية التي تلحقك المشقّة في الوصول إليها، وقال: بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ). قال ابن جرير في «تفسيره» (١١/ ٤٧٦): (... لكنك استنفرتهم إلى موضع بعيد، وكلفتهم سفرًا شاقًا عليهم؛ لأنك استنهضتهم في وقت الحر، وزمان القيظ، وحين الحاجة إلى الكِنِّ ..). وكان هذا في غزوة تبوك، في صيف سنة (٩ هـ) قال ابن سعدي في «تفسيره» (ص ٣٣٨): (لو كان خروجهم لطلب العرض القريب، أي: منفعة دنيوية سهلة التناول، وكان السفر سفرًا قاصدًا أي: قريبًا سهلًا، لاتَّبعُوكَ، لعدم المشقة الكثيرة، ولكن بعُدَت عليهم الشُّقَّة أي: طالت عليهم المسافة، وصعب عليهم السفر، فلذلك تثاقلوا عنك، وليس هذا من أمارات العبودية، بل العبد حقيقة هو المتعبد لربه في كل حال، القائم بالعبادة السهلة والشاقة، فهذا العبد لله على كل حال). (٢) «المنجد» (ص ٣٩٦).

1 / 21