المنهج المقترح لفهم المصطلح
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
بحصن آخر قبل مجيء العدو الضعيف. وبذلك اماتوا الكذب في صدور أصحابه، ولم يستشر داؤه، بل لم يوجد اصلًا إلا من آحادٍ هلكوا فهلك معهم.
وقد أعلن عبد الله بن العباس ﵄ المنهج الذي بدأ يود ذلك العصر في تلقي السنة، عندما قال ﵁: «إنا كنا إذا سمعنا رجلًا يقول: (قال رسول الله ﷺ ٩، ابتدرته أبصارنا، وأغينا إليه بآذاننا. فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف» (١)
لقد كان في ذلك التثبت إنشاء لعلم جديد من علوم الحديث، وهو علم الجرح والعديل، الذي كانت قد وضعت أسسه، وأصلت قواعده، في الأصلين: الكتاب والسنة، كما مر بيانه.
فابن عباس ﵁، يعلن هنا عن بداية حقبةٍ جديدةٍ للرواية، تختلف عن الحقبة السابقة لها. حيث لم يكن يحدث عن رسول الله ﷺ في تلك الحقبة السابقة، إلا من زكاهم الله تعالى ورسوله ﷺ من الصحابة ﵃، الذين لم يكن يستلزم قبول ما يروونه إلا سماعه منهم. أما الحقبة التي يتكلم عنها ابن عباس ﵁، فقد بدأ من لم يكن له لقي بالنبي ﷺ ولا صحبة، بالحديث عنه ﷺ. وهؤلاء لم يلقوه، فحديثهم عنه ﷺ لا بد أن يكون لهم إليه
_________
(١) أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه (١/١٢-١٣)، والدارمي في السنن (رقم ٤٣٢، ٤٣٣) وأبو زرعة الدمشقي في تاريخه (رقم ١٤٨٦)، وابن حبان في المجروحين (١/١١٢)، وابن عساكر في تاريخ دمشق - المخطوط - (٣/٣٨٩) .
1 / 29