المنهج المقترح لفهم المصطلح
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الله عليهم في نقل السنة، في حياته ﷺ، فضلًا عما بعد وفاته ﵊.
ومن أمثلة توثق الصحابة ﵃ للسنة في حياته ﷺ، ما ثبت في حديث عمر بن الخطاب ﵁، في اعتزال النبي ﷺ نساءه، وما شاع حينها بين الصحابة أنه ﷺ طلقهن، فجاءه عمر ﵁ يستأذن عليه، ليستثبته عن الخبر، فقال عمر للنبي ﷺ: «أطلقت نساءك؟» فقال ﷺ: «لا»، فكبر عمر ﵁، وقال: «يا رسول الله، إني دخلت المسجد والمسلمون ينكتون بالحصى، يقولون: طلق رسول الله ﷺ نساءه، أفأنزل فأخبرهم أنك لم تطلقهن؟ قال:، عم، إن شئت ...» (١) .
ومن ذلك أيضًا حديث أنس ﵁، في وفود ضمام بن ثعلبة ﵁ على النبي ﷺ، ليتوثق من نقل الرسول الذي أرسله النبي ﷺ إلى قومه؛ حيث قال ضمام للنبي ﷺ: «يا محمد، أتانا رسولك، فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك؟ قال: صدق. قال: فمن خلق السماء؟ قال ﷺ: الله، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال، وجعل فيها ما جعل؟ قال: الله. قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال = آلله أرسلك؟ قال: نعم ...» الحديث (٢) .
أما بعد وفاته ﷺ، فقد ازداد شعور الصحابة بالضرورة
_________
(١) اخرجه البخاري (رقم ٨٩، ٢٤٦٨، ٤٩١٣، ٤٩١٤، ٤٩١٥، ٥١٩١، ٥٢١٨، ٥٨٤٣، ٧٢٥٦، ٧٢٦٣)، ومسلم (٢/١١٠٥ـ ١١١٣رقم ١٤٧٩)، وغيرهما.
(٢) أخرجه البخاري (رقم ٦٣)، ومسلم (رقم ١٢)، والفظ لمسلم.
1 / 17