المنهج المقترح لفهم المصطلح
الناشر
دار الهجرة للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
لكن تأكيدًا لما سبق، من أن تقسم الإمام الشافعي ليس هو تقسيم الأصوليين، ومدخلًا لبيان تقسيم الشافعي وشرحه =
أقول:
إنه إن بقي من يزعم أن (خبر العامة) عند الشافعي هو (المتواتر)، بعد هذا كله، فما عليه إن أتم النظر فيما يلي:
هذا الإمام أحمد بن أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨هـ)، الذي نصر المذهب الشافعي بما لم ينصره أحد مثله، حتى قيل: «ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منه، إلا البيهقي؛ فإنه له على الشافعي منه، لتصانيفه في نصرته لمذهبه واقاويله» (١) .
هذا الإمام الذي هو أولى الناس بمعرفة أقوال الشافعي وفهماها، نقل عن إمامه (الشافعي) تقسيمه الأخبار إلى (خبر عامة) و(خبر خاصة)، وذلك في مقدمة كتابه (دلائل النبوة) (٢) .
وبعد هذال النقل، وفي هذه المقدمة ذاتها، يقول البيهقي: «ومما يجب معرفته في هذا الباب: أن تعلم أن (الأخبار الخاصة) المروية على ثلاثة أنواع:
نوع اتفق أهل العلم بالحديث على صحته، وهذا على ضربين:
أحدهما: أن يكون مرويًا من أوجهٍ كثيرةٍ، وطرق شتى، حتى دخل في حد الاشتهار، وبعد من توهم الخطأ فيه، أو تواطؤ الرواية على الكذب فيه.
(١) طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٤ / ١٠- ١١) . (٢) دلائل النبوة للبيهقي (١ / ٢٢) .
1 / 119