مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
الإمام أحمد: فقام النبي ﷺ إليّ بأبي وأمي، فلم يسبّ، ولم يؤنّب، ولم يضرب (١).
فقد أثّر هذا الخلق العظيم في حياة الرجل (٢).
٥ - موقفه ﷺ مع معاوية بن الحكم:
عن معاوية بن الحكم السلمي ﵁ قال: بينما أنا أصلي مع رسول اللَّه ﷺ إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك اللَّه! فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول اللَّه ﷺ فبأبي هو وأمي ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فواللَّه ما كهرني (٣) ولا ضربني ولا شتمني، قال: «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن»، أو كما قال رسول اللَّه ﷺ.
قلت: يا رسول اللَّه! إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء اللَّه بالإسلام، وإن منا رجالًا يأتون الكهان، قال: «فلا تأتهم».
_________
(١) أخرجه ابن ماجه في كتاب الطهارة، باب الأرض يصيبها البول كيف تغسل، ١/ ١٧٥، (رقم ٥٢٩)، وتقدم تخريجه عند أحمد.
(٢) انظر: فتح الباري، ١/ ٣٢٥، وشرح النووي، ٣/ ١٩١، وعون المعبود شرح سنن أبي داود،
٢/ ٣٩، وتحفة الأحوذي، شرح سنن الترمذي، ١/ ٤٥٧.
(٣) ما كهرني: أي ما قهرني ولا نهرني. انظر: شرح النووي، ٥/ ٢٠.
1 / 72