مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
اللَّه من أذى في أجسامهم، أو اضطهاد لحرياتهم، أو قضاء على حياتهم، فالنبي ﷺ هو القدوة قد أوذي وصبر (١).
٣ - ومن مواقفه التي تزخر بالحكمة والشجاعة ما فعله في معركة حنين:
بعد أن دارت معركة حنين والتقى المسلمون والكفار، ولَّى المسلمون مدبرين (٢)، فطفق رسول اللَّه ﷺ يركض بغلته قِبَلَ الكفار ... ثم قال: «أي عباس، ناد أصحاب السمرة» فقال عباس: - وكان رجلًا صيتًا - فقلت بأعلى صوتي: أين أصحاب السمرة؟ قال: فواللَّه لكأن عَطْفَتهم حين سمعوا صوتي عَطْفَة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيك، يا لبيك، قال: فاقتتلوا والكفار ... فنظر رسول اللَّه ﷺ وهو على بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم، فقال ﷺ: «الآن حمي الوطيس» (٣).
وظهرت شجاعة النبي ﷺ التي لا نظير لها في هذا الموقف الذي عجز عنه عظماء الرجال (٤).
وسئل البراء، فقال له رجل: يا أبا عمارة، أكنتم وليتم يوم حنين؟
_________
(١) السيرة النبوية دروس وعبر، ص١١٦.
(٢) كان مع النبي ﷺ في هذه الغزوة ألفان من أهل مكة، مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه من المدينة ففتح بهم. انظر: زاد المعاد، ٣/ ٤٦٨.
(٣) مسلم، في كتاب الجهاد والسير، باب: غزوة حنين، وقد اختصرت ألفاظه، ٣/ ١٣٩٨، (رقم ١٧٧٥).
(٤) انظر: الرحيق المختوم، ص٤٠١، وهذا الحبيب يا محبّ، ص٤٠٨.
1 / 57