مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

سعيد بن وهف القحطاني ت. 1440 هجري
55

مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى

الناشر

مطبعة سفير

مكان النشر

الرياض

تصانيف

نبي اللَّه ﷺ ولم يدع على قومه، بل دعا لهم بالمغفرة، لأنهم لا يعلمون. فعن عبد اللَّه بن مسعود ﵁ قال: كأني أنظر إلى رسول اللَّه ﷺ يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: «اللَّهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون» (١). فالأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وعلى رأسهم محمد ﷺ قد كانوا (٢) على جانب عظيم من الحلم والتصبر، والعفو والشفقة على قومهم ودعائهم لهم بالهداية والغفران، وعذرهم في جناياتهم على أنفسهم بأنهم لا يعلمون (٣)، قال ﷺ: «اشتد غضب اللَّه على قوم فعلوا هذا برسول اللَّه ﷺ»، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته، «اشتد غضب اللَّه على رجل يقتله رسول اللَّه ﷺ في سبيل اللَّه ﷿» (٤). وفي إصابة النبي ﷺ يوم أحد عزاء للدعاة فيما ينالهم في سبيل

(١) البخاري مع الفتح، كتاب الأنبياء، باب حدثنا أبو اليمان، ٦/ ٥١٤، (رقم ٣٤٧٧)، ١٢/ ٢٨٢، (رقم ٦٩٢٩)، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب عزوة أحد، ٣/ ١٤١٧، (رقم ١٧٩٢)، وانظر: شرحه في الفتح، ٦/ ٥٢١، وشرح النووي لصحيح مسلم، ١٢/ ١٤٨. (٢) انظر: شرح النووي لمسلم، ١٢/ ١٤٨. (٣) شرح النووي على مسلم، ١٢/ ١٥٠ بتصرف. (٤) البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب ما أصاب النبي ﷺ من جراح يوم أحد، ٧/ ٣٧٢ (رقم ٤٠٧٣)، ومسلم، كتاب الجهاد، باب: اشتداد غضب الله على من قتله رسول الله، ٣/ ١٤١٧، (رقم ١٧٩٣).

1 / 56