السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

محمد أبو شهبة ت. 1403 هجري
66

السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الثامنة

سنة النشر

١٤٢٧ هـ

مكان النشر

دمشق

تصانيف

ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ولم يكن العرب يعتقدون أنها تخلق، أو تدبر الكون، وإنما كانوا يعتقدون أن الخالق هو الله قال عز شأنه: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٨٧) «١» . أي كيف يصرفون عن عبادة الله الحق إلى عبادة الأصنام. وقال: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) «٢» . ولكنهم كانوا يزعمون ما حكاه الله تعالى عنهم: وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى (٣) «٣» . وهكذا صدق عليهم قوله تعالى: وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (١٠٦) «٤» . ومن هذه الايات يتبين لنا أن الله- عزّ شأنه- نفى الوسائط بينه وبين خلقه في عبادته، وجعل طريق الوصول إليه مفتوحا لمن يريد، وأن المشركين ناقضوا أنفسهم حينما أقروا بألوهية الله، وأشركوا معه غيره في العبادة. عبادة الملائكة والجن ومن العرب من كان يعبد الملائكة ويسمّيها بنات الله، ومنهم من كان يعبد

(١) الاية ٨٧ من سورة الزخرف. (٢) الاية ٦١ من سورة العنكبوت. (٣) الاية ٣ من سورة الزمر. (٤) الاية ١٠٦ من سورة يوسف.

1 / 73