السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

محمد أبو شهبة ت. 1403 هجري
100

السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الثامنة

سنة النشر

١٤٢٧ هـ

مكان النشر

دمشق

تصانيف

الفصل الثاني الخليل ابراهيم ﵇ أرى لزاما عليّ قبل أن أذكر كيف نبعت زمزم ومتى بني البيت الحرام ومن بناه؟ ورؤيا الخليل في ذبح ابنه وحيده وبكره: إسماعيل، أن أذكر كلمة عن خليل الرحمن، وأبي الأنبياء ﷺ. هو نبي الله إبراهيم بن ازر «١»، بن ناحور، بن ساروغ، بن راعو، بن فالغ، بن عابر، بن شالح، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح، ﵇ «٢» . وكان عمر (ازر) أو (تارخ) خمسا وسبعين سنة لما ولد له إبراهيم، وكان له أخوان: (ناحور) و(هاران) وكان إبراهيم هو الأوسط، و(هاران) هو أبو (لوط) ﵇ وكان مولد الخليل إبراهيم بأرض الكلدانيين بالعراق، وهي بابل وما جاورها، وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير، والتواريخ، والأخبار. ولما كبر إبراهيم تزوج السيدة سارة، ابنة عمه «٣»، ثم خرج (ازر) ومعه

(١) في القران الكريم (ازر) وفي كتب أهل الكتاب (تارخ) والمعتمد عندي ما في القران، وقد حاول بعض العلماء التوفيق بينهما، فقيل إن ازر لقب له، وتارخ اسمه، وقيل: لعل له اسمين: ازر وتارخ، فإن صح شيء من هذين فلا يكون هناك خلاف بين القران والتوراة. (٢) البداية والنهاية، ج ١ ص ١٣٩. (٣) البعض يقول: إنها ابنة أخيه (هاران)، وأن شريعتهم كانت تجيز هذا، وهو غير صحيح، والصحيح: أنها ابنة عمه، ونربأ بأبي الأنبياء أن يتزوج ابنة أخيه، وإنما هذه

1 / 107