السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

أحمد أحمد غلوش ت. غير معلوم
123

السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى ١٤٢٤هـ

سنة النشر

٢٠٠٣م

تصانيف

المسألة الثانية: بعد آبائه عن الشرك وعبادة الأصنام ... المسألة الثانية: بعد آبائه ﷺ عن الشرك وعبادة الأصنام ثبت بالأدلة والبراهين العديدة أن أصول النبي ﷺ وآباءه من لدن آدم ﵇ إلى والده المباشر عبد الله بن عبد المطلب، كانوا جميعا بعيدين عن الشرك وعبادة الأصنام. والأدلة على ذلك عديدة، يجمعها السيوطي -رحمه الله تعالى١- في مقدمتين ليصل إلى نتيجة عقلية مسلمة: أما المقدمة الأولى: فهي أن آباء النبي ﷺ هم من خير الناس، كل منهم أفضل معاصريه وأخيرهم، فهم خيار من خيار، اصطفاهم الله منذ وجود آدم ﵇، واستمر هذا الاصطفاء معهم حتى جاء رسول الله محمد ﷺ. أما المقدمة الثانية: فإنها تظهر حقيقة دينية تاريخية، وهي أن الأرض لم تخل من عهد آدم ﵇ إلى بعثة النبي ﷺ وإلى أن تقوم الساعة من أناس على الفطرة يوحدون الله، ويعبدونه بما بقي من دين سابق، ويرون أن الأصنام والأوثان وما يماثلها، ما هي إلا افتراءات لا حقيقة لها؛ ولذلك فهم بعيدون عنها، لا يقتنعون بها.. فإذا انضمت المقدمة الأولى إلى المقدمة الثانية لظهر بجلاء أن آباء النبي ﷺ في كل عصر كانوا من هؤلاء الأناس الذين عاشوا بالفطرة النقية الموحدة؛ ذلك أن الخيرية والأفضلية تقوم أساسا على التوحيد والتقوى. ومن الواجب التسليم بهذا؛ لأن الأفضلية إذا لم تقم على التوحيد، وقامت على المال أو الكثرة أو السلطان مثلا، فإن الشرك يعلو التوحيد، ويفضل المشرك

١ الحاوي للفتاوى ج٢ ص٣٦٧ بتصرف.

1 / 133