السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
فقال ﷺ: "بلى بعينيه بياض".
فقالت: لا والله.
فقال ﷺ: "ما من أحد إلا بعينيه بياض". يريد البياض المحيط بالحدقة.
ومن ذلك ممازحته للمرأة العجوز التي جاءته ترغب في الجنة، يروي الترمذي بسنده عن الحسن البصري ﵁ قال: أتت عجوز النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله ﷺ ادع الله أن يدخلني الجنة.
فقال ﷺ: "يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز". فولت وهي تبكي.
فقال ﷺ: "أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز" ١. والله تعالى يقول ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا، عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ ٢.
وكان رسول الله ﷺ كثيرًا ما يبتسم في وجوه أصحابه حين يلقاهم، وفي حديثه إليهم، تلطفًا بهم، ومؤانسة لهم.
يقول جرير بن عبد الله ﵁: ما حجبني رسول الله ﷺ منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم٣.
وروى الترمذي وغيره عن هند بن أبي هالة في حديثه يصف النبي ﷺ قال فيه: جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام، والمعنى أنه ﷺ كان يضحك ضحكًا حسنًا، كاشفًا عن سن مثل حب الغمام -وهو البرد- في البياض والصفاء والبريق٤.
وعن عبد الله بن الحارث ﵁ قال: ما كان ضحك رسول الله ﷺ إلا تبسمًا وكان ﷺ يضحك أحيانًا حتى تبدو نواجذه٥.
١ سنن الترمذي. ٢ سورة الواقعة: ٣٥-٣٧. ٣ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج٨ ص٧٨. ٤ سنن الترمذي. ٥ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج٨ ص٧٨.
1 / 191