السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
زاهرًا، وكان يهدي إلى النبي ﷺ هدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ إذا أراد أن يخرج إلى البادية إثابة على هداياه، وكان النبي ﷺ يحبه، ويداعبه، ويقول: "إن زاهرًا باديتنا ونحن حاضروه". وكان زاهر رجلا دميما، فأتاه النبي ﷺ يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه، وهو لا يبصره.
فقال زاهر: من هذا؟ أرسلني!!
فالتفت زاهر فعرف أنه النبي ﷺ فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي ﷺ حين عرفه.
فجعل النبي ﷺ يقول: "من يشتري هذا العبد"؟.
فقال: يا رسول الله إذا والله تجدني كاسدًا.
فقال النبي ﷺ: "لكنك عند الله لست بكاسد أنت عند الله غال" ١.
ومن جملة ما ورد في مزاحه ﷺ، ما ورد عن أنس ﵁: أن رجلا أتى النبي ﷺ يستحمله -أي يطلب منه دابة- فقال له ﷺ: "إني حاملك على ولد الناقة". فقال: يا رسول الله ﷺ ما أصنع بولد الناقة؟
فقال ﷺ: "وهل يلد الإبل إلا النوق"؟ ٢.
وجاءت امرأة فقالت: يا رسول الله ﷺ احملني على بعير.
فقال ﷺ: "احملها على ابن بعير".
فقالت: ما أصنع به؟ وما يحملني يا رسول الله؟
فقال ﷺ: "وهل يجيء بعير إلا ابن بعير".
وروى ابن بكار عن زيد بن أسلم أن امرأة يقال لها أم أيمن الحبشية، جاءت إلى رسول الله ﷺ فقالت: إن زوجي يدعوك.
فقال: "من هو؟ أهو الذي بعينيه بياض".
فقالت: ما بعينيه بياض.
١ الفتح الربابي لتحقيق مسند الإمام أحمد الشيباني ج٢٢ ص٢٣٩. ٢ سنن الترمذي باب في المزاح ج٤ ص٣٥٧.
1 / 190