السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني
الناشر
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٤هـ
سنة النشر
٢٠٠٤م
تصانيف
المبحث السابع: حسن عشرة النبي ﷺ لزوجاته رضوان الله عليهم
عامل الرسول ﷺ نساءه معاملة كريمة، قائمة على حسن العشرة، ومكارم الأخلاق، ورفعة السلوك، وفي هذا المبحث أورد أهم جوانب هذه المعاملة.
أولا: كان رسول الله ﷺ يتحدث عن زوجاته، ويعلي شأنهن، ويقدر لهن منزلتهن.
يقول ﷺ عن خديجة بنت خويلد: "خير نسائها مريم بنت عمران، خير نسائها خديجة " ١.
ويقول لعائشة ﵂: "أريتك في المنام ثلاث ليال جاءني بك الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك، فإذا أنت هي، فأقول إن يك هذا من عند الله يمضه"٢.
ويقول ﷺ: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" ٣.
ويقول ﷺ عن زينب: "إنها أطولكن يدًا". لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق٤.
ويقول لزينب: "المزوج الله والشاهد جبريل" ٥.
وليس ذلك بغريب على رسول الله ﷺ فلقد أعلى الله شأنهن جميعًا، وجعلهن أمهات للمؤمنين بقوله تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا﴾ ٦.
١ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل خديجة ج١٥ ص١٩٨. ٢ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢٠٢. ٣ صحيح مسلم كتاب الفضائل باب فضل عائشة ج١٥ ص٢١١. ٤ الفتح الرباني لترتيب مسند أحمد الشيباني ج٢٢ ص١٣٤. ٥ بغية الرائد في تحقيق مجمع الزوائد ج٩ ص٣٩٦. ٦ سورة الأحزاب: ٦.
1 / 155