قواعد معرفة البدع
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وبهذا الجواب أيضًا يجاب عن السؤال التالي، وهو:
السؤال الرابع: أن الصحابة ﵃ ربما لم يفعلوا بعض العبادات وتركوا الإتيان بها مع قيام المقتضي لفعلها؛ لاشتغالهم بما هو أهم: كالجهاد وإعداد الدولة الإسلامية من الناحية العلمية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، فلأجل هذا المانع ترك الصحابة ﵃ فعل بعض العبادات، والترك لا يكون حجة - كما هو معلوم - مع قيام المانع.
السؤال الخامس: من أين لكم أن الصحابة ﵃ والتابعين لم يفعلوا هذه العبادة؛ فإنهم ربما كانوا يأتون بهذه العبادة في صورة فردية أو هيئة اجتماعية خاصة لا تكاد تظهر.
فمن ذلك: ما نُقل عن ابن عمر ﵄ في تتبعه لآثار النبي ﷺ، ولم ينقل هذا عن جماهير الصحابة ﵃.
والجواب: أن عدم النقل عنهم دليل ظاهر على مشروعية الترك، ثم إن هذا السؤال - كما تقدم في السؤال الأول - يفتح باب الإحداث في الدين؛ إذ لو صح لاستحب مستحب الأذان للتراويح، واستحب آخر أن يقال بعد الأذان: يرحمكم الله، وكل من أحدث بدعة أمكنه أن يقول: من أين لكم أن الصحابة ﵃ لم يفعلوا ذلك.
أما إذا نُقل عن أحد السلف - كابن عمر - العملُ بما تواطأ الأكثرون على تركه فالأولى إتباع مذهب الأكثرين، فإنه أبلغ في الاحتياط، وأما مذهب الواحد فإنه يحتمل أمورًا عدة.
1 / 89