قواعد معرفة البدع
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ولهذه القاعدة أهمية بالغة في إبطال البدع والرد على أهلها، حيث اعتمد أئمة السلف - كثيرًا - على هذه القاعدة في مناظراتهم للمبتدعة والرد عليهم.
فمن ذلك: أن الإمام الشافعي قال لبشر المريسي: (أخبرني عما تدعو إليه؟ أكتاب ناطق وفرض مفترض وسنة قائمة ووجدت عن السلف البحث فيه والسؤال) فقال بشر: (لا إنه لا يسعنا خلافه) فقال الشافعي: (أقررت بنفسك على الخطأ. . .) (١).
وقال الإمام أحمد لابن أبي دؤاد يسأله: (خبِّرني عن هذا الأمر الذي تدعو الناس إليه: أشيء دعا إليه رسول الله ﷺ) قال: (لا ...) قال: (ليس يخلو أن تقول: علموه أو جهلوه؛ فإن قلتَ علموه وسكتوا عنه وسعنا وإياك من السكوت ما وسع القوم، وإن قلتَ: جهلوه وعلمتَه أنت فيا لكع بن لكع يجهل النبي ﷺ والخلفاء الراشدون ﵃ شيئًا وتعلمه أنت وأصحابك) (٢).
وإليك فيما يأتي ما يقرر هذه القاعدة من كلام أهل العلم:
١ - قال سعيد بن جبير: (ما لم يعرفه البدريون فليس من الدين) (٣).
(١) انظر صون المنطق والكلام (٣٠). (٢) انظر الشريعة (٦٣). (٣) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/ ٧٧١) برقم ١٤٢٥، وانظر مجموع الفتاوى (٤/ ٥) وقد تقدم.
1 / 135