الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

إبراهيم بن صالح الحندود ت. غير معلوم
57

الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك

الناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

رقم الإصدار

السنة الثالثة والثلاثون

سنة النشر

العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م

تصانيف

أراد: بلغت نجرانَ سوءاتُهم أو هجرَ، وذلك وجه الكلام، لأن السوءات تنتقل من مكان فتبلغ مكانًا آخر، إلاَّ أنه قلب الفاعل فصار مفعولًا فجعل "هجر" كأنها هي البالغة وإنما هي المبلوغة في المعنى، لأن البلدان لا ينتقلن وإنما يُبلغنَ ولا يَبلغن ١. وأكثر ما يكون ذلك فيما لا يشكل معناه من الكلام ولم يدخله لبس كالبيت السابق٢. وقد اختلف العلماء في قلب الإعراب، فمنهم من أجازه في الضرورة مطلقًا، على تأويلٍ هو أن يضمَّن العامل معنًى يصح به. ومنهم من أجازه في الشعر وفي الكلام اتساعًا واتكالًا على فهم المعنى٣. وقد حكى أبو زيدِ الأنصاري (٢١٥هـ): إذا طلعت الجوزاء انتصب العودُ في الحِرباء٤. يريد: انتصب الحرباء في العود٥.

١ انظر: الأصول ٣/٤٦٤، ما يحتمل الشعر من الضرورة ٢١٠، شرح الأبيات المشكلة الإعراب ١٢٣. ٢ انظر: الكامل ١/٤٧٥، الأصول ٣/٤٦٣، ما يجوز للشاعر في الضرورة ١٠٣. ٣ انظر: ما يحتمل الشعر من الضرورة ٢١٦، الارتشاف ٣/٣٣٣، الهمع ٥/٣٤٩. ٤ الحِرباء: دويِّبة يستقبل الشمس برأسه ويكون معها كيف دارت ويتلون ألوانا بحر الشمس. انظر: حياة الحيوان الكبرى ١/٢٣١. ٥ انظر: النوادر ٤٠٩.

1 / 446