الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون
سنة النشر
العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م
تصانيف
لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيءٌ ... نغَّصَ الموتُ ذا الغنى والفقيرا ١
فأعاد الإظهار"٢.
وكان الوجه أن يقول: لا أرى الموت يسبقه شيء، ولكنه أظهر الضمير.
فسيبويه يختار - عند إعادة الاسم الظاهر – الرفعَ، لأن العرب لا تعيد لفظ الظاهر إلاّ أن تكون الجملة الأولى غير الثانية، فتكون الثانية ابتدائيةً كقولك: زيدٌ أكرمته وزيدٌ أحببته، إذ إنه بالإمكان الوقف على الجملة الأولى ثم الابتداء بالأخرى بعد ذكر رجل غير زيد. فلو قيل: زيد أكرمته وهو أحببته لجاز أن يُتوهم الضميرُ لغير زيد. فإذا أُعيد باسمه الظاهر انتفى التوهم. أما مع إعادته مضمرًا في الجملة الواحدة نحو: زيد أكرمته فإنه لا يتوهم عود الضمير لغيره، إذ لا تقول، زيدٌ أكرمت عمرًا٣.
ونصَّ بعضهم كأبي عبد الله القيرواني صاحب ضرائر الشعر٤، ومكي ابن أبي طالب٥ (٤٣٧هـ)، والأعلم٦ على أنه لا يجوز الإظهار في موضع الإضمار إلا في الشعر، كقول الفرزدق:
لعمرك ما معنٌ بتاركِ حقِّهِ ... ولا منسىءٌ معنٌ ولا متيسِّرُ٧
_________
١ البيت من " الخفيف ". ومعناه ظاهر.
انظره في: ديوان عدي بن زيد ٦٥، الخصائص ٣/٥٣، ما يجوز للشاعر في الضرورة ٩٦، تحصيل عين الذهب ٨٦، الاقتضاب ٣٦٨، الخزانة ١/٣٧٩، شرح أبيات المغني ٧/٧٧.
٢ الكتاب ١/٣٠.
٣ انظر: تحصيل عين الذهب ٨٦.
٤ انظر: ص٩٦ من الكتاب المشار إليه.
٥ انظر: مشكل إعراب القرآن ١/٣٢٩.
٦ انظر: تحصيل عين الذهب ٨٦.
٧ من "الطويل"."معن": اسم رجل يبيع بالنسيئة، يضرب به المثل في شدة التقاضي.
والمنسىء: هو المؤخر. والمتيسّر: المتساهل.
والبيت في: الديوان ١/٣١٠، الكتاب ١/٣١، ذيل الأمالي ٧٣، ما يجوز للشاعر في الضرورة ٩٨، الاقتضاب ٣٦٨، الهمع ٢/١٣٠، الخزانة ١/٣٧٥.
1 / 429