الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين دراسة على ألفية بن مالك
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة الثالثة والثلاثون
سنة النشر
العدد الحادي عشر بعد المائة - ١٤٢١هـ/٢٠٠١م
تصانيف
الثالث: ما يُعدَّ خطأ وغلطًا عنده، كقول الشاعر١:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبونُ بني زيادِ٢
والراجح عندي هو ما ذهب إليه جمهور النحويين من أن الضرورة ما وقع في الشعر سواء أكان للشاعر عنه مندوحة أم لا؛ لأن الشعر كلام موزون بأفاعيل محصورة يستلزم بناؤه على هذه الصورة المقيدة بالوزن، والقافية، أن يلجأ قائله أحيانًا إلى الضرورة.
صحيح أنه ما من ضرورة إلا ويمكن أن يعوض من لفظها غيره لكن الشاعر غير مختار في أموره كلها، فقد لا يخطر بباله في ذلك الموضع إلا هذه اللفظة المؤدية إلى الضرورة. وكثير من أشعار العرب يقع في غير روية، وهو مما يدعو إلى عدم التمكن من تخير الوجه الذي لا ضرورة فيه، ولا يلزم الشاعر - وقت الإنشاد - استحضار التراكيب المختلفة ليوازن بينها ويختار منها ما خلا من الضرورة ويبتعد عما سواه.
_________
١ هو قيس بن زهير العبسى. كان سيد قومه ويلقب بـ"قيس الرأي " لجودة رأيه. وهو صاحب "داحس" وهي فرسه. راهن حذيفة بن بدر الفزاري فصار آخر أمرهما إلى القتال والحرب.
(معجم الشعراء ٣٢٢، الكامل لابن الأثير ١/٣٣٦، ٣٣٧) .
٢ البيت من "الوافر" من قصيدة قالها الشاعر فيما كان قد شجر بينه وبين الربيع بن زياد العبسي من أجل درع أخذها الربيع من قيس فأغار قيس على إبل الربيع وباعها في مكة.
الأنباء: الأخبار. وتنمي بمعنى تبلغ. واللبون من الشاء والإبل: ذات اللبن.
والمراد بزياد هو زياد بن سفيان بن عبد الله العبسي.
ويروى البيت: "ألا هل اتاك" مكان "ألم يأتيك" ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
والبيت في: الكتاب ٢/٥٩، معاني القرآن ١/١٦١، أمالي ابن الشجري ١/١٢٦، ١٢٧، ٣٢٨، الإنصاف ١/٣٠، المقرب ١/٥٠، ٢٠٣، ضرائر الشعر ٤٥، شرح شواهد الشافية ٤٠٨.
1 / 411