المنهل الحديث في شرح الحديث
الناشر
دار المدار الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٢ م
تصانيف
باب التهجد
٧ - عن عائشة ﵂ قالت: "إن كان رسول الله ﷺ ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم وما سبح رسول الله ﷺ سبحة الضحى قط وإني لأسبحها"
-[المعنى العام]-
الصلاة مقام المناجاة ووقوف العبد بين يدى ربه وإذا كان الله قد فرض خمس صلوات في اليوم والليلة فذلك تخفيف منه تعالى ورحمة لكن على العبد أن يزيد في هذا الفضل على ما فرض عليه وبخاصة إذا طال الفاصل الزمني بين الفرضين فحيث طال الفصل بين صلاة العشاء وصلاة الفجر شرعت صلاة الليل وحيث طال الفصل الزمني بين صلاة الفجر وصلاة الظهر شرعت صلاة الضحى إلا أنه لما كان وقت الضحى وقت انشغال البشر بأعمالهم الدنيوية غالبا يضربون في الأرض ويسعى أكثرهم في طلب الرزق لم يبرز رسول الله ﷺ صلاة الضحى كما أبرز صلاة الليل إشفاقا على أمته لكن الصحابة علموا الحقيقة وفهموا المقصد فحرص المتفرغون منهم على صلاة الضحى حتى قالت عائشة ﵂ ما رأيت رسول الله ﷺ يصلي سنة الضحى وإني لأصليها وقال أبو هريرة ﵁ -وهو من أصحاب الصفة المتفرغين للعبادة -أوصاني خليلي بثلاث بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى وأن أوتر قبل أن أنام
2 / 35