مآلها في الدنيا أقرب!
ذُكر أن عمر بن الخطاب ﵁ نهى في خلافته عن مَذق اللبن بالماء (أي مزجه به)، فخرج ذات ليلة في حواشي المدينة، فإذا بامرأة تقول لابنةِ لها: ألا تمذُقين لبنك فقد أصبحت؟
فقالت الجارية: كيف أمذُق وقد نهى أمير المؤمنين عن المَذق؟
فقالت: قد مذق الناس فامذُقي، فما يدري أمير المؤمنين؟
فقالت: إن كان عمر لا يعلم، فإله عمر يعلم ما كنت لأفعله وقد نهى عنه.
فوقعت مقالتها من عمر، فدعا عاصمًا ابنه، فقال:
يا بُني، اذهب إلى موضع كذا وكذا، فاسأل عن الجارية -ووصفها له-.
فذهب عاصم، فإذا هى جارية من بني هلال، فقال له عمر:
اذهب يا بُني، فتزوجها، فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب.
فتزوجها عاصم بن عمر، فولدت له أمُ عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، فتزوجها عبدالعزيز بن مروان بن الحكم، فأتت بعمر بن عبدالعزيز (١).
واما أثر المال الحرام فواضح، حتى وإن كان المال قليلًا والرجل مجاهدًا ..
_________
(١) سيرة عمر بن عبدالعزيز لابن عبدالحكم ص ٢٢.
1 / 28